تَضَاءَلَ الدَّهْرُ حَتَّى ضَاعَ فِي هِمَمِي. البيتُ وَبَعْدَهُ.
وَلَو يَكُونُ سَوَادُ الشَّعْرِ فِي ذِمَمِي ... مَا كَانَ لِلْشَّيْبِ سُلْطَانٌ عَلَى اللّمَمِ
لَو يَعْرِفُ النَّاسُ قَدْرِي فِي زَمَانِهِمُ ... صلُّوا لِوَجْهِي أو بأسُو تَرَى فَدَمِي
مَالِي رَضِيْتُ بِقُعْرِ البَيْتِ مَنْزِلَةً ... وَلَيْسَ تَرْضَى سُيُوفُ الهِنْدِ عَن هِمَمِي
حَتَّى أُعِيْدَ الدّجَى صُبْحًا بِرَوْنَقِهَا ... وَأُلْبِسَ الشَّمْسَ أثْوَابًا مِنَ القَتَمِ
لَوْلايَ لَمْ تَسْكُنِ الحَيَّاتِ مِنْ حَذَرٍ ... بَطْنَ التُّرَابِ وَلَا الآسَادُ فِي الأجَمِ
فَالعَيْشُ مِن نعَمِي وَالمَوْتُ مِن نَقَمِي ... وَحِكْمَةُ الفلكِ الدَّوارِ مِنْ حكَمِي
وَالحَزْمُ وَالعَزْمُ فِي الأقْوَامِ مِن خُلُقِي ... كَمَا الفَصَاحَةُ فِي الأقْوَالِ مِنْ كَلمِي
مَا يَشْبَعُ الدَّهْرُ يا هِنْدَ ابنَةَ الحَكَمِ ... مِنْ غَيْرِ لَحْمِي وَلَا يَرْوِيْهِ غَيْرُ دَمِي
العُمْرُ يَمْضي وَما أمْضَيْتُ هِمَّتُهُ ... أأنْتَ مُنتبِه أمْ أنْتَ فِي الحلُمِ؟
فَوّق سِهَامَكَ وَارْمِ النَّاسِ عَنْ عَرَضٍ ... وَارْكَبْ مِنَ الأمْرِ أدْنَاهُ مِنَ الألَمِ
لا تُبْقِ مِنْهُم عَلَى شَخْصٍ ظَفرْتَ بِهِ ... إِنْ كَانَ رَأيكَ سَلَّ السَّيْفِ فِي الأمَمِ
أصْبَحْتُ بَيْنَ رِجَالٍ كُلَّ تَجْرِبَةٍ ... تَضلُّ فِيْهِمْ مِنَ المُسْتَبْصرِ الفَهِمِ
ذمُّ كُلِّ خَلِيْلٍ بَاتَ يَحْمِدُنِي ... أَنَا الَّذِي مَالَهُ حِلٌّ سِوَى النَّدَمِ
مَنْ أحْسَنَ السَّعِيَ فِيْمَا جَاءَ فَهُوَ لَهُ ... الرِّزْقُ بِالسَّعْي ثُم الرزْقُ بِالقَسَمِ
للرِّمَاحِ إِذَا ألْقَيْتَ فِي الرجَمِ ... وَمَنْ يَحْكِمُ بِيْضَ الهِنْدِ فِي القِمَمِ؟
6685 - تَضاءَلتُمُ مِنَّا كَمَا ضمَّ شخصَهُ ... أَمامَ البُيوتِ الخَاريءُ المُتَقَاصِرُ
6686 - تَضاءَلَ ذَنبي عِندَ عَفوِكَ قِلَّةً ... فَمُنَّ بِعَفوٍ مِنكَ فَالعَفوُ أَفضَلُ
بعدَهُ:
ولَم أَتوسَّم غيرَ مَا أنتَ أَهلُهُ ... وَإنَّكَ بي خَير الفَعَالَينِ تَفعَلُ