6116 - بمَاذَا يَا طُويَسُ عَليكَ أُثنِي ... وَلَستَ من المَيامِينِ الكِرامِ

بعدَهُ:

وَهَبنِي قلتُ هَذَا الليلُ صُبحٌ ... أيَعمَى العَالمُونَ عَنِ الظَّلامِ؟

المُتَنَبِّي:

6117 - بِمَ التَّعَلُّلُ لَا أَهلٌ وَلَا وَطنٌ ... ولَا نَديمٌ ولَا كأسٌ ولَا سَكَنُ

أَبياتُ المُتنَبِّي يَقُولُ مِنْهَا:

لا تَلقَ دَهركَ إِلَّا غيرَ مُكتَرثٍ ... مَا دَامَ يصحَبُ فيه رُوحَكَ البَدَنُ

فَمَا يَدُومُ سُرورٌ مَا سُررتَ بهِ ... ولَا يُردُّ عَليكَ الفَايتَ الحَزَنُ

مِمَّا يَضُرُّ بأَهلِ العِشقِ أنَّهُمُ ... هَووا ومَا عَرفُوا الدُّنِيا ولا فَطَنُوا

تفنى عُيونُهم دمعًا وَأنفسُهُم ... في أثر كُلِّ قَبيحٍ وَجهُهُ حَسَنُ

مَا فِي هَوادِجِكُم من مُهجَتي عَوضٌ ... إن متُّ شوقًا ولَا فيها لَها ثمَنُ

مَا كُلُّ مَا يتمنَّى المَرءُ يُدرِكُهُ ... تَجرِي الرِّياحُ بِمَا لا تَشتَهِي السُفُنُ

رأيتُكم لا يَصُون العرضَ جَارُكُمُ ... ولا يَدُرُّ على مَرعَاكم اللَّبَنُ

جَزاءُ كُلِّ قَريبٍ منكُمُ مَثلٌ ... وحَظُّ كل محبٍّ منكُمُ ضَغَنُ

وتَغضَبُونَ عَلَى مَن نَالَ رِفدَكُمُ ... حتَّى يُعَاقِبَهُ التنغِيصُ وَالمَنَنُ

سَهرتُ بَعدَ رَحيلي وَحشةً لكُم ... ثم استَمرَّ وَارعَوى الوسَنُ

وَإنْ بُليتُ بُودٍّ مثلَ ودّكُمُ ... كأنَّني بفراقٍ مثلِهِ قَمَنُ

أَبلَى الأَجلَّة مَهرِي عند غَيركُمُ ... وبُدِّلَ العُذرُ بالفُسطاطِ والرَّسَنُ

فَغَادَرَ الهَجرُ مَا بيني وبَينَكُمُ ... بهمَاءَ تَكذِبُ فيهَا العَينُ والأذُنُ

إِنِّي صاحبُ حلمي وَهو وبِي كَرَمٌ ... ولَا أصاحبُ حلمي وهو بِي جُبُنُ

ولَا أُقيم على مَالٍ أذلُّ بِهِ ... ولَا ألذُّ بمَا عِرضي بهِ دَرَنُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015