5739 - أَينَ الشمائلُ يَرتَاح الثناءُ لَها ... والسُوقُ تَنفقُ فيهَا حليَةُ الكلِم
محمَّدُ بن هَاني المغربيّ:
5740 - أينَ الفرارُ ولا مفرَّ لهاربٍ ... وَلك البَسيطانِ الثرَى وَالماءُ
أَبياتُ أَبِي القَاسِم محمّد هَانِي الأَندَلُسِيُّ من قَصِيدة غَرّاءَ يمدَحُ بهَا المُعزَّ لدين اللَّهِ صَاحِبُ المَغرِبِ، يقُولُ مِنْهَا:
مَلِك إِذَا نَطقت عُلَاهُ بمجدِهِ ... خَرَسَ الوُفودُ وَأُفحِمَ الخُطباءُ
هُو علَّة الدُّنيا وَمن خُلقَت لَهُ ... ولعِلَّةٍ مَا كَانتِ الأَشياءُ
هَذَا الأغرُّ الأزهَر المتأَلِّقُ ... المتَدفّق المُتسَلّح الوَضَّاءُ
فَعَليه من سيما النَّبِي دلالَة ... وعَلَيهِ من نورِ الإِلهِ بهاءُ
نَزلت ملائِكَةُ السماءِ بنَصرِهِ ... وأَطاعَهُ الإِصبَاحُ والإمساءُ
وَالفلكُ وَالفَلَكُ المَدارُ وسَعدُه ... وَالغَزو في الراماءِ وَالراماءُ
والدَهرُ والأَيامُ في تَصرِيفهَا ... والناسُ والخضراءُ والغَبرَاءُ
أَينَ الفَرارُ ولا مفرَّ لهاربٍ. البَيتُ. وبَعدُه:
فإِذا بَعثتَ الجيشَ فَهو مَنيَّةٌ ... وإِذَا رأيتَ الرأيَ فهو قضاءُ
ثُمَّ العَوالِي والأُنُوف تبسَّمُوا ... تَحتَ العُبوس فَأَظلَمُوا وأضاؤُوا
لَبسُوا الحديد على الحديدِ مظاهرًا ... حَتَّى اليلامق والدُروعُ سَواءُ
وتَقنَّعُوا الفولاذَ حتَّى المقلَةُ ... البخلاءُ فيه المقلَةُ الخوصاءُ
وتَعانقوا حتَّى رُدَينيَّاتهم ... عَطشَى وَبيضهم الرِّقاق رواءُ
يُكسَي ثَراكَ الرّوض قبل أوَانهِ ... وَتحيد عنك اللّزبةُ اللأَوَاءُ
وَصِفَاتُ ذَاتِكَ منك يأخذُها الورى ... في المكرُماتِ فكّلُها أسماءُ
قَد جَارتِ الأفهام فيكَ ودَقَّت ... الأَلبابُ عَنكَ وَجلَّتِ الآلاءُ