نَسِيمُ هَذَا البَهار وتغريد هَذه الأطيار في أفنانِ الأشجارِ فللهِ درُّ كثيرٍ الهَذلِيّ حَيثُ يقولُ: أَلا يا حَمامَ الأَيكِ إِلفكَ حَاضِرٌ، البيتُ، فَهل يَحضركَ في هَذَا شيء فأنشأَ عَوفٌ يقولُ:

أَفِي كُلِّ يَومٍ غُربةٌ وَنُزُوحُ ... أَمَّا لِلنَّوَى من ذمَّةٍ فَترِيحُ

لقد طَلَح البَين المُشتَّتُ الفَتى ... فَهل رقَدةٌ للبينِ وهو طَليحُ

وَذَكّرني بالريِّ نَوحُ حَمامةٍ فَبُحتُ ... وَذُو الشجو الحزين يَبُوحُ

عَلَى أنَّها نَاحَت وَلم تُذرِ دَمعةً ... وَيحُتُّ وأَترابُ الدموع سُفوحُ

وَنَاحت وفرخَاهَا بحيثُ تَراهُمَا ... ومن دُون أفراخي مَهامهُ فيحُ

أَلا يا حَمام الأَيك ألفكَ حَاضِرٌ. البَيت.

قال عَوف بن مُحلمٍ فلما أنشدتُه ذلكَ قَالَ لي: أَحسنتَ ثم نَزلَ من وقتِهِ وقَالَ وَاللَّه مَا شيءٌ أَشدُّ عَليَّ من مُفَارقَتكَ وَاللَّه لَا يُجاوزُكَ مَعي هَذَا المَوضعَ خُفٌ ولَا حَافرٌ حتَّى تَرجَع إِلَى فَكم عَددُ الأَبيَاتِ قُلتُ خَمسَةُ فقالَ لك بهَا خمسَةُ آلاف دينارٍ وَأَمر بإِحضَارِها ومَا شاكَلَ ذلك منَ الكسوة والآلةِ والمَراكبِ والخدَمِ وقَال: قُمْ غيرَ مَطرودٍ فَعد إلى فراخِكَ مُشرقًا وَرحَلَت مُغربًا وأنا أبكي لفراقه وأتمثل بقول القائِل (?).

رَاحت مُشرقةً ورُحتُ مُغربًا ... ومَتَى التقاءُ مشرِّقٍ بمُغَرِّب

مَكتوبٌ عَلى جدَارٍ (?):

5669 - أَلَا يا دارُ لَا يدخُلكِ حُزنٌ ... وَلَا يَغدِرُ بسَاكِنِكِ الزَّمانُ

بعدَهُ:

ولا يَدْخُلْكِ إلّا مَن هَوِينَا ... مِن الفِتيانِ وَالبيضِ الحِسانِ

البَسَّامِيُّ:

5670 - أَلَا يَا دَولةَ السِّفَل ... قَد أَطلتِ المَكثَ فَانتَقِلِي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015