قَالُوا نُعِدُّكَ للجُلَّى فقلتُ لهَمْ حَسبِي ... منَ الرِّيِّ مَا لا يبلغُ الشّرَقَا
حَسبُ قَوم هجاءً أَنَّ مادِحَهُمْ ... يُهْدي الثناءَ إِلى أعراضهم فَرقَا
إن لم يبالِ بأعقابِ الحَديثِ غدًا ... فَمَا يُبالي أَمانَ القَول أم صَدقَا
أَبو هِلالِ بنُ سَهلٍ:
5439 - أَهُزُّكُمُ بأَشعَارِي وأَنتمُ ... جَمَادٌ لَا تَهُزُّكُمُ السِّيَاطُ
بعده:
تغيَّرَ حُسنُ وجهِكمُ لِشعري ... كأنَّ الشِعرَ عندكُمُ ضُراطُ
ابن الظَّريفِ الآمدِي:
5440 - أَهلُ الوَفاءِ هُمُ الَّذِينَ أَعُدُّهُمْ ... أَهلِيَ وإِخوانُ الصَّفَا إخَوانِي
يقول منها:
يَا مَن إِذَا وقَفَ الوُفودُ بِبَابِهِ ... أَلهَى ثَرِيدَهُم عَن الأَوطَانِ
جُزتُ البَخيلَ ومن وَرائيَ رَفدُهُ ... وَوَقعت حَيثُ أَرَى النَّدى وَيَرانِي
أَنَا عَبدُ نعمتِكَ الّتِي مَلأَتْ يَدِي ... وَرَبيبُ مَغناكَ الذِي أغنَانِي
إِبراهيمُ الغزِّيُ:
5441 - أَهلُ الإِصَابَةِ إِنْ قَالُوا وإنْ سَمِعُوا ... وَللسَّماعِ كَما لِلقَولِ إعرابُ
مثلُ هَذَا البَيت الأوّل، قَول آخر:
إِذَا حُدِّثوا لم يُخشَ سُوءُ استمَاعِهم ... وَإِن حَدَّثوا أَدَّوا بحُسنِ بَيانِ
وممَّا يُقالُ نشَاطُ القائِل عَلى قدرِ ما تُفهّمُ المُستَمع. وقالَ بعضُ الحكماءِ مَن لم ينشط حَديثكَ فادفَع عنه مؤونَةَ الاستِماع. وقَالَ عَبدُ اللَّهِ بن مَسعُود حَدّث النَاسَ مَا حَدَجَوكَ بأَسماعِهم وَلحظُوكَ بأَبصارِهم فإِذا رأيت منهم فترةً فَامسِك التحديجُ مِثلُ التّحديق وَهو الحَدجُ أيضًا.