قِيْلَ ثَمَّ نَدِمَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ الزُّبَيْرِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنَ المَدِيْنَةِ حِيْنَ قَالَ لَهُ أَصْحَابهُ وَاللَّهِ لِيَمْلأَنَّهَا عَليْكَ رِجَالًا مِن حُمْرَانِ أَهْلِ الشَّامِ وَسُوْدَانِهِمْ فَاكْتُب فِي ردِّهِ السّاعَةِ فَكَتَبَ إِلَيْهِ مِن عَبْدُ اللَّهِ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ إِلَى مَرْوَانَ بن الحَكَمِ أَمَّا بَعْدُ فَإِذَا أتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَارْجِعْ إِلَى مَنْزِلكَ بِالمَدِيْنَةِ فَأَقِمْ وَمَنْ مَعَكَ مِنْ بَنِي أُمَيّةَ وَأَنَا أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَا تَرَكْتُ لَكَ خَضرَاءَ إِلَّا أَحْرَقْتُهَا وَلَا بَيَضَاء إِلَّا نَسَفْتُهَا وَالسَّلَامُ. فَكَتَبَ إِلَيْهِ: مِنْ مَرْوَانَ بن الحَكَمَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بن الزُّبَيْرِ أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أتَانِي كِتَابَكَ تذكُر وتذكُر وَأَنَا كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ (?):
إِنَّ لابنِ سَلْمَى أَنَّهُ غَيْرُ هَالِكٌ ... مُلَاقِي المَنَايَا أيَّ صرْفٍ تَيَمَّمَا
فَلَسْتُ بِمُبْتَاعِ الحَيَاةِ بسُبّةٍ ... وَلَا مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ المَوْتِ معلّما
وَمَضَى مَرْوَانُ إِلَى الشَّامِ فَبُويعَ لَهُ بِهَا. وَقَالَ أَبُو عَبْدُ اللَّهِ أَحْمَدُ بن مُحَمَّد وَيُقَال أَحْمَدُ مُحَمَّدُ بن أَحْمَد الوَاسِطِيُّ كَاتِب أَحْمَد طُوْلُونَ: ذَكَرَهُ أَبُو القَاسَمِ عَلِيّ بن الحَسَن فِي تَارِيْخِ دِمَشْقَ وَقَالَ كَتَبَ بِهَا إِلَى المُعْتَضِدِ بِاللَّهِ بن المُوَفّقِ بن المُتَوَكِّلِ يُسْتَحُثُّهُ عَلَى حَرْبِ أَبِي الحُسَيْنِ ثَمَّ أَحْمَد بن طُولُوْنَ (?).
. . . . . . . . . جَانِبُهُ ... شَمِّرْ ذُيُوْلَ السَّرَى فَالأَمْرُ قَدْ قَرُبَا
ثَمَّ. . . لَمْ يَجْلس عَدُوّكُمُ ... عِنِ النُّهُوْضِ لَقَدْ أَصْبحْتُمُ عَجَبَا
لا تقعدن عن التفريط مُعْتُكِفًا ... وَاشْدُدْ فَقَدْ قَالَ جُلُّ النَّاسِ قد وجبا
. . . . . . . . . . . . . . . ... عَنْ سَاقٍ وَإِنْ لَغِبَا
. . . . . . . . . . ... . . . . . . . . . . لِمَنْ نَصَبَا
. . . . . . . . . . . . . . ... . . . أَصبَحْتُ مُرْتَقَبَا
. . . . . . . . . . . . . . ... . . . . . . . . قسبا
لَسِرْتَ نَحْوَ امْرِىٍ قَدْ جَدَّ مُجْتَهِدًا ... حَتَّى يَكُوْنَ لما تَبْغُونهُ سَبَبَا