المَعْنَى أَنْ يَكُوْنَ تَالِيًا لَهُ لَا يَنْفَصِلُ عَنْهُ، فَيُسَمَّى الثَّانِي مُضَمِّنًا لِلأَوَّلِ.

وَالآخَرُ: أَنْ يَذْكُرَ الشَّاعِرُ فِي صَدْرِ بَيْتِهِ مَعْنًى، يَقْتَضي أَنْ يَكُوْنَ عَجْزُهُ نِصْفَ بَيْتٍ لِشَاعِرٍ آخَرَ، فَيُضَمِّنُهُ إيَّاهُ.

وَإِذَا وَقَعَ التَّضْمِيْنُ حَادًا فِي مَوْقِعِهِ كَانَ أحْسَنَ عِنْدِي مِنْ كَوْنِهِمَا لِشَاعِرٍ وَاحِدٍ، كَقَوْلِ أبِي سَعِدٍ بن خَلَفٍ (?): [من الطويل]

وَقَائِلَةٍ لَوْ كَانَ وُدُّكَ صَادِقًا ... لِبَغْدَادَ لَمْ تَرْحَل فَكَانَ جَوَابِيَا:

(يُقِيْمُ الرِّجَالُ الأَغْنِيَاءُ بِأرْضِهِمْ ... وَتَرْمِي النَّوَى بِالمُقْتِرِيْنَ المَرَامِيَا) (?)

فَالبَيْتِ الثَّانِي تَضْمِيْنٌ وَقَامَ بِالمَعْنَى.

وَالنَّوْعُ الآخَرُ نَحْوَ (?): [من الطويل]

خُلِقْتُ عَلَى بَابِ الأمِيْرِ كَأنَّنِي ... قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيْبٍ وَمَنْزِلِ

إِذَا جِئْتُ أشْكُو طُوْلَ ضرٍّ وَفَاقَةٍ ... يَقُولُوْنَ: لَا تَهْلِك أَسًى وَتَجَمَّلِ

لَقَدْ طَالَ تَرْدَادِي وَقَصْدِي إلَيْهُمُ ... فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

وَكَقَوْلِ القَاضِي أبِي بَكْرٍ الأَرَّجَانِيِّ (?): [من الوافر]

ألَا يا صَاحِ أسْعِدْنِي فَإنِّي ... (نَزَعْتُ عَنِ الصِّبَا إلَّا بَقَايَا)

النِّصْفُ الأَخِيْرُ لأَبِي فِرَاس (?)، وَعَجْزُهُ:

يُخَفِّرُهَا عَنِ الشَّيْبِ الوَقَارُ

وَوَافَقَ مَذْهَبِي أبَدًا فَإنِّي ... (أنَا ابْنُ جَلَا وَطَلَّاع الثَّنَايَا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015