وَمِنْ هَذَا البَاب أَيْضًا قَوْلُ عَبْدُ اللَّهِ بن عَبْد الأعْلَى الشَّيْبَانِي وَكَتَبَ بِهَا إِلَى الوَليْدِ وَكَانَ قَدْ كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ أَنْ يُقَصِّرَ عَنْ لَهْوِهِ وَيَجْلسُ لِلنَّاسِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوَابهُ:
أَقُوْلُ وَلَسْتَ تَسْمَعُ مَا أَقُوْلُ ... وَلَا لِنَصَائِحِي مِنْكُمْ قُبُوْلُ
وَأَكْتُبُ ثُمَّ أعْقبُهُ رَسُوْلًا ... فَلَا يَأتِي الجوَابَ وَلَا الرَّسُوْلُ
أُشِيْرُ بِمَا أَرَاهُ لَكُمْ صَوَابًا ... بِآرَاءٍ تُقَصِّرُ مَا يَطُوْلُ
فَيُطْرَحُ مَا أُشِيْرُ بِهِ بِظَهْرٍ ... وَأُظْلَمُ مِثْلَ مَا ظُلِمَ العَذُوْلُ
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ جَعْفَرَ بن علبة الحَارِثِيّ (?):
أَقُوْلُ وَقَدْ أَجَلْتِ عَنِ الدَّهْرِ صُرْعَةٌ ... لِيَبْكِ العَقِيْلِيِّيْنَ مَنْ كَانَ بَاكِيَا
إِذَا مَا أتيْت الحَارِثيَّاتِ فَانْعَنِي ... لَهُنَّ وَخَبِّرْهُنَّ ألَّا تَلَاقِيَا
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ الرَّضِيّ (?):
أَقُوْلُ وَقَدْ أَرْسَلْتُ بِاللَّيْلِ نَظْرَةً ... فَلَمْ أَرَ مَنْ أَهْوَى قَرِيْبًا إِلَى جَنْبِي
لَئِنْ كُنْتُ أَخْلَيْتُ المَكَانَ الَّذِي أَرَى ... فَهَيْهَاتَ أَنْ يَخْلُو مَكَانك مِنْ قَلْبِي
وَكُنْتُ أَظُنُّ الشُّوْقَ لِلبُعْدِ وَحْدَهُ ... وَلَمْ أَدْرِ أَنْ الشَّوْقَ لِلْبُعْدِ وَالقُرْبِ
. . . يقال إن يزيد بن المهلب مرّ على نهار بن توسعة فقام له قائمًا، فقال يزيد: نعم. . . يوم رمى، أن أقوم مذلة عليّ وأني للكريم بذلك.
على أنها منّي لغيرك هُجنة ولكنّها بيني وبين. . .
قال: فاستحسن ذلك منه ووصله.
وَمِنْهُ أَيْضًا قَوْلُ أَبِي الشِّيْصِ (?):
وَالعَيْنُ لَهَا حُرَاقَةٌ مِنْ ... دَمْعَةٍ هَاجَتْ وَلَمْ تَسْكُبِ
وَتَذْهَبُ الدَّارُ بِسُكَّانِهَا ... فَإِنَّ مَا فِي النَّاسِ لَمْ يذْهَبِ