بِوَجْهِهِ فَأَتَاهُ عُدَيّ بن الرّقَاعِ الشَّاعِرِ فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْشَأَ يَقُوْلُ:
لَعُمْرِي قَدْ أَجْرَى الإِمَامُ لِغَايَةٍ ... مِنَ الفَضْلِ مَا أَجْرَى إِلَى مِثْلِهَا مخبر
أَفَادَ بِهَا مَجْدَ الحَيَاةِ وَذكرَهَا ... وَأَبْقَى بِهَا حَمْدًا وَفَخْرَا إِلَى فخر
فَمَا مَسْجِدٌ بَعْدَ الثَّلَاثَةِ مِثْلهُ ... وَلَوْ طُفْتَ عُرْضَ الأَرْضِ قُطْرًا عَلَى قُطْرِ
وَخُصَّ فَأبْهَى مَنْبَرٍ بَعْدَ مَنْبَرٍ ... بطيبة مَبْنِيّ إِلَى جَانِبِ القَبْرِ
إِذَا مَا الإِمَامُ اسْتَشْرَفَ النَّاسَ فَوْقَهُ ... تَعَالَى تَعَالَى الجسْمُ أَبْيَضَ كَالبَدْرِ
إِذَا قَالَ لَمْ يترك مَقَالًا. البَيْتُ وَبَعْدَهُ
يُصرِّفُ بِالقَوْلِ اللِّسَانَ كَمَا انْتَحَى ... وَيَنْظرُ فِي أعْطَافِهِ نَظَرَ الصَّقْرِ
وَإِنْ هَزَّ لِلمَعْرُوْفِ أَشْرَقَ وَجْهُهُ ... وَجَادَ بِعُرْفٍ لَا بَكْى وَلَا نَزْرِ
فَقَالَ الوَليْدُ أَحْسَنْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَليْكَ أَنَّكَ لتَسُرّنَا وَإِنَّكَ أَهْلٌ لأَنْ تَسرَّ وَأَمَرَ لَهُ بأَرْبَعَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ.
* * *
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْركْ مقَالًا وَلَمْ يَقِفْ لِعَيٍّ. البَيْتُ وَبَعْدَهُ:
يُعَرّفُ بِالقَوْلِ اللِّسَانِ كَمَا انتحَى. البَيْتُ
هَذَانِ البَيْتَانِ أظنّ عدَيًّا ضمَّنَهُمَا شِعْرهُ لأَنَّهُ يُرْوَى أَنَّ مُعَاوِيَةَ نَظَرَ إِلَى ابنِ عَبَّاسٍ وَأَنْشَدَ البَيْتَيْنِ.
بَشَّارٌ: [من الطويل]
1637 - إِذَا قَالَ مَهْلًا ذُو القَرَابَةِ زَادَنِي ... وَلُوْعًا بِذِكْرَاهَا وَوَجْدًا بِهَا مَهْلَا
بَعْدهُ:
فَلَا يَحْسَبُ البِيْضُ الأَوَانِسُ فِي فُؤَادِي ... سِوَى سَعْدِي لِغَانِيَةٍ فَضْلَا
الخَنْسَاءُ فِي صَخْرٍ: [من الوافر]
1638 - إِذَا قُبِحَ البُكَاءُ عَلَى قَتِيْلٍ ... رَأَيْتُ بُكَاءَكَ الحَسَنَ الجَمِيْلَا