والزّياديّ/105/ أعلمهم بأخبار أبي زيد (?)، وهلال الرأي (?) أعلمهم بالرأي، وابن الكلبيّ أكتبهم للشّروط، والشّاذكونيّ (?) أرواهم للحديث، وأنا أنسب إلى العلم بالقرآن. فقال لحاجبه: اجمعهم عندي غدا. فلمّا حضروا قال: أيّكم المازني؟ قال: أنا، قال: ما تقول في كفّارة الظّهار، أيجوز فيها عتق عبد أعور؟ قال: ليس علم هذا عندي، بل عند هلال الرأي. فقال لهلال الرأي: ما تقول في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ (105)} [المائدة] لم نصب أنفسكم؟ قال: علم هذا عند المازني. وقال للمازني: ما العنجر (?) في كلام العرب؟ فقال: هذا علمه عند الرّياشي. وقال للرّياشي: كيف تكتب وثيقة بين رجل وامرأة إذا اختلعت من زوجها بترك صداقها؟ فقال: علم هذا عند ابن الكلبي. فقال لابن الكلبي: كم رجلا روى عن ابن عون الحديث؟ فقال: علم هذا عند الشّاذكوني. فقال للشّاذكونيّ: من قرأ: «ألا إنّهم تتنوني في صدورهم» (?)؟ فقال: هذا علمه عند أبي حاتم. فأقبل عليّ وقال: اكتب لي كتابا إلى أمير المؤمنين صف فيه خصاصة أهل البصرة وما نالهم من الآفات في نخلهم. فقلت: أصلح الله الأمير، ما لي بلاغة، ولا أحسن إنشاء الكتب إلى السّلطان. فقال: إنّما أحدكم يبقى في الفنّ الواحد خمسين سنة ثم يقول: أنا عالم. لكنّ عالمنا بالكوفة لو سئل عن هذا أجمع لأجاب فيه، يعني نفسه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015