كلامهم الباطل، نراهم أوَّلُوا الوضوء بأنه الإمام، والصلاة عبارة عن الناطق، والهجَّع وهو الرسول النائب عن الإمام، وقالوا: إن الغسل هو تجديد العهد، وقالوا: الزكاة عبارة عن تزكية النفس، والمراد بالكعبة النبي، والمراد بالباب علي، والمراد بالصفا هو النبي، والمروة علي، والجنة راحة الأبدان، والنار مشقة الأبدان، وهكذا كلام لهم باطل.
ولهم في تأويل الآيات كلام غاية في العجب: في قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد: 1) قالوا هما أبو بكر وعمر، وفي قوله {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك} (الزمر: 65) أي: بين أبي بكر وعمر {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} قالوا: المراد هي عائشة. فقالوا: أئمة الكفر قالوا: طلحة، والزبير وأصحابهم، في قوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} (الرحمن: 19) قالوا: علي وفاطمة، {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} (الرحمن: 22) الحسن والحسين، كلام كثير يناقض شرعنا ويبطل شريعتنا ويخرجون به عن الشريعة إلى أباطيلهم الفاسدة. وقالوا: إن الزنا إفشاء سرهم {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} (الحجر: 99) هو التأويل الذي يقولونه، ولهم كلام في هذا، والحقيقة العلماء ردوا على أباطيلهم.
ونرى ابن الجوزي في مناقشة هادئة يقول: هذه التأويلات الرمزية للباطنية كلام باطل، فيقول: إن قلتم عن إمامٍ معصوم مثلًا؛ فما الذي دعاكم إلى قبوله، أو