فرقة المعتزلة: سبب نشأة فرقة المعتزلة ما اشتهر وعُرِفَ في مجلس الحسن البصري -رحمه الله- الذي كان يمثل سيدَ التابعين في زمانه؛ حيث كان له مجلس زاخر بالعلم وطلاب العلم، وكان من أبرز طلابه واصل بن عطاء، وبينما الحسن كان منشغلًا بدرس العلم إذا برجل يدخل على الحسن، ويخبره عن ظهور جماعتين إحداهما تكفر مرتكب الكبيرة، وهم الخوارج.
والأخرى: تتساهل في الكبائر تساهلًا شديدًا حتى قالوا: لا تضر مع الإيمان معصية، كما لا تنفع مع الكفر طاعة وهم المرجئة، ثم سأله عن رأيه في تلك المسألة وقبل أن يجيب الحسن بادره واصل بن عطاء بالإجابة، فقال: إنه في منزلة بين المنزلتين ليس مؤمنًا على الإطلاق، ولا كافرًا على الإطلاق، ثم اعتزل المجلس بجوار أسطوانة من أسطوانات المسجد "عمود من أعمدة المسجد" فقال الحسن البصري: اعتزلنا واصل؛ فسميت الفرقة بالمعتزلة، التفَّ حولَهُ جماعة، اقتنعوا برأيِهِ؛ فأطلِقَ عليه، وعلى من تبعه اسمَ المعتزلة.
ومبادئ المعتزلة تقوم باختصار على الأمور التالية:
أولًا: استحالة رؤية الله -عز وجل.
ثانيًا: أن الفاسق في منزلة بين المنزلتين لا مؤمن ولا كافر.
ثالثًا: كل ما لم يأمر الله به، أو ينهى عنه من أعمال العباد لم يشأ الله شيئًا منها.
رابعًا: قالوا بمبدأ الحسن والقبح العقليين، وأن العقل كافٍ عن إرسال الرسل، وأما الرسل فإنما جاءوا مذكرين، أو منبهين للإنسان من غفلته.
خامسًا: قالوا: إن الجن لا تتسلط على الإنس مطلقًا، وإن أقصى شيء يفعلونه هو الوسوسة والإيحاء.
سادسًا: عدم العفو على من لم يتب من ذنبِهِ، وخالفوا بذلك عقيدة أهل السنة والجماعة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله أعلم.