وهذا من رواية السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال ابن حجر في تخريج أحاديث (الكشاف) هو سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب، وآثار الوضع لائحة عليه، وسورة " البقرة " نزلت في أوائل الهجرة، وتزوج علي بفاطمة كان في السنة الثانية، انظر: كيف نقد الحافظ القصة من جهة السند والمتن، وهذا يرد مزاعم المستشرقين وأتباعهم من أنهم عنوا بنقد السند دون المتن، وقد ذكر هذا السبب الثعلبي، والواحدي، والزمخشري والنسفي في تفاسيرهِم، ولم يتنبه أحد منهم إليه، وتنبه له شيخ المفسرين ابن جرير فلم يذكره، وكذا ذكره السيوطي في (الدر) إلا أنه قال: بسندٍ واهٍ، وكان عليه ألا يذكره ما دامَ سندهَا واهيًا، وقد سمعتَ مقالة الحافظ ابن حجر فيه.

من ذلك أيضًا من أسباب النزول الموضوعة: ما ذكره بعض المفسرين في سبب نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} (البقرة: 104)، فقد روى أبو نعيم في (الدلائل) من رواية محمد بن مروان السدي عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، قال: {رَاعِنَا} بلسان اليهود السب القبيح، فكانت اليهود تقولها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- سرًّا، فلما سمعها أصحابه أعلنوا بِهَا، فكانوا يقولونها، ويضحكون منها، فسمعها سعد بن معاذ منهم، فقال: لئن سمعتها من رجل منكم لأضربن عنقَهُ فنزلت.

قال الحافظ ابن حجر في تخريجه: السدي الصغير متروك وكذا شيخه، أقول: وهي سلسلة الكذب -كما تقدم- وقد ذكر هذا الزمخشري والبيضاوي الألوسي وغيرهم.

ومن ذلك ما ذكره المفسرون أيضًا كالزمخشري والنسفي والخازن وغيرهم في سبب نزول قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} (المائدة: 55)، فقد ذكروا: أنها نزلت في سيدنا علي، انظر: كلام الشيعة، وتعصب الفرق، قالوا: إنها نزلت في سيدنا علي -رضي الله عنه- حينما مر به سائل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015