قالا: وعن حذيفة بن اليمان أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وإن القوم ليبعث الله عليهم العذاب حتمًا مقضيًّا، فيقرأ صبيًّا من صبيانهم في الكتاب، الحمد لله رب العالمين، فيرفع الله عنهم العذاب أربعين سنة" قال ولي الدين العراقي: في سنده الجويباري، ومأمون الهروي وهما كذابان، فهذا الكلام من وضع أحدهما، إلى آخر ما يورده المفسرون حول بعض الآيات.
أيضًا أوردوا في فضل آية الكرسي كلام ً اكثير ً اوأحاديث موضوعة كثيرة. راجع (الكشاف) فيما أورده، فقد أورد حول هذه الآية " ما قرئت هذه الآية في دار، إلا إهتجرتها الشياطين ثلاثين يومًا، ولا يدخله اساحر ولا ساحرة، أربعين ليلة، يا علي علمها ولدك وأهلك وجيرانك، فما نزلت آية أعظم منها".
ومع هذه الأحاديث الموضوعة فلا يخفى أن سورة الفاتحة وآية الكرسي، قد ورد في فضلهما أحاديث صحيحة كثيرة، ليس المقام الآن مقام ذكرها.
مما ينبغي أن نشير إليه أن المفسرين قد يذكرون أحاديث صحيحة في الفضائل، فلا يظن إخواننا طلاب العلم أن جميع ما أورده المفسرون؛ كالزمخشري والبيضاوي والنسفي وغيرهم في الفضائل موضوع، فهناك أحاديث في غاية الصحة، هناك ((من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)) متفق عليه.
وهناك أيضًا: ((أوتيت خواتيم سورة البقرة من كنز من تحت العرش، لم يؤتهن نبي قبلي))، وهناك الأحاديث في الفاتحة ((ألا أخبرك بسورة لم ينزل في التوراة والإنجيل والقرآن مثلها؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فاتحة الكتاب؛ إنها السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته)) وتفسير الحافظ ابن كثير والعلامة الألوسي كلاهما، من أجل ما يعتمد عليه في أحاديث الفضائل ما صح منها وما لم يصح.