من أسماء الحروف، هو الرأي الراجح في فواتح السور من أمثال: {الم} و {حم} وغيرها، فهي أسماء مسمياتُهَا الحروف الهجائية؛ لتكون بمثابةِ الدليلِ على إعجاز القرآن، والدليل على كونِهِ من عندِ اللهِ -جل وعلا- كأن الله يقول: إن القرآن مؤلَّفٌ من جنس هذه الحروف، ومن كلمات من هذه الحروف، وقد تحدى به النبي -صلى الله عليه وسلم- الإنس والجن فعجزوا، وما ذلك إلا لأنه ليس من كلام بشر، وإنما هو من عند خالق القوى والقدر.
إذا ما انتقلنا إلى الأحاديث الموضوعة والأسباب التي أوردها المفسرون سنراها كثيرة، نجتزئ منها أيضًا ما أوردوه في فضائل السور والآيات، ولعل هذا العنوان سبق بإيجاز.
فقد أورد المفسرون ما يتعلق بأسباب النزول، وفيما يتعلق بفضائل السور، وفيما يتعلق بسيرةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- كقصةِ الغرانيق، وتزوجه -عليه الصلاة والسلام- بالسيدة زينب بنت جحش -رضي الله عنها- ومن هذه الموضوعات ما هو خفي دقيق لا يدركه إلا الحفاظ المتقنون العارفون بقواعد الجرح والتعديل وتواريخ الرجال، ومنهَا مَا لا يدركه من ليسَ له قدمٌ ثابتةٌ في حفظ الحديث ونقده، والعلم برجاله وأحوال رواته؛ لأن ذلك يصادم المعقول، ويناقض ما أجمع عليه العلماء من عصمةِ الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- فلذلك رد العلماء النقاد هذه الأكاذيب التي يكذبها القل والنظر، ولم يت وسعوا في نقلها وروايتها، فكان على الجميع أن يستدرك ما فاتهم، وأن نتوسع نحن في نقد ما أوردوه سواء من جهة السند أو من جهة المتن.
ومن هذه المرويات المختلقة ما أجمع العلماء على الحكمِ بوضعه واختلاقه، ولكن الوقوف على كلامِهِم وكتبهم ليس متيسرًا، ولا سهلًا على كل قارئ؛ فمن ثم وقع فيما وقع فيه الكثيرون من الاغترار بهذه المرويات وأمثالها، ولذلك