وذكر الشوكاني هذا الحديث ضمن (الأحاديث الموضوعة في الفوائد المجموعة) وقال عنه: في إسناده كذاب، وبناء على هذا فإن الحديث لا يصح من حيث السند ولا من حيث المتن، فهو كذلك من حيث المتن لا يصح؛ لأنه يدل بظاهره على أن البار بوالديه لن يدخل النار بأي حال من الأحوال، وهذا لم يقل به مسلم، فدخول النار لا يمتنع على أيِّ إنسانٍ مهما كان إلا برحمة من الله تعالى، حتى يقال: إن البار لن يدخلها، ولو ارتكب من المعاصي ما شاء، وكذلك دخول الجنة لا يرحم منه أي إنسان نطق بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، حتى يقال: إن العاق لن يدخلها، ولو عمل من الطاعات ما شاء.
على كل حال: ليست الطاعات محصورة في بر الوالدين، ولا المعاصي محصورة في عقوق الوالدين.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.