ثانيًا: من علامات الوضع الراجعة إلى متن الحديث: أن يكون الحديث مخالفًا للسنة مثاله الحديث: "إذا حدثتم عني بحديث يوافق الحق؛ فخذوا به حدثت به أو لم أحدث" فهذا مناقض لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتواتر السابق ذكره: ((من كذب على متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)).
وثالثًا: أن يكون الحديث مخالفًا للإجماع، وذلك مثل حديث: "من قضى صلاة من الفرائض في آخر جمعة من شهر رمضان؛ كان ذلك جابرًا لكل صلاة فاتته في عمره إلى سبعين سنة" قال القاضي عن هذا الحديث: باطل؛ لأنه مناقض لإجماع الأمة، على أن شيئًا من العبادات لا تقوم مقام صلاة فاتته سنوات، ثم لا عبرة بنقل النهاية ولا تبعية. (شرح الهداية) فإنهم ليسوا من المحدثين، ولا أسندوا الحديث إلى أحد من المخرجين.
رابعًا: من علامات الوضع التي تعود إلى متن الحديث: أن يكذبه الحس والمشاهدة وترده، كحديث ما ورد في بعض الخضر، والمطعومات "إنما الباذنجان شفاء من كل داء، ولا دواء فيه" قال عنه ابن الجوزي: هذا حديث موضوع على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا سقى الغيث قبر من وضعه؛ لأنه قصد شين الشريعة؛ بنسبة رسول الله إلى غير مقتضى الحكمة والطب، ثم نسبه إلى ترك الأدب في أكل باذنجانة في لقمة إلى أن يقول: والمتهم في هذا الحديث أحمد بن محمد بن حرب، قال ابن عدي: كان يتعمد الكذب، ويلقن فيتلقن، وهو مشهور بالكذب، ووضع الأحاديث.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.