قال: أرأيتم لو كان فيها خمسين رجلًا من المؤمنين أتهلكونها؟ قالوا: لا، قال: فأربعون قالوا: لا، قال: فثلاثون، قالوا: لا حتى بلغ العشرة، ف قالوا: لا، قال: أرأيتم إن كان فيها رجلًا مُسلم أتهلكونها؟ قالوا: لا، فعند ذلك قال: إن فيها لوطًا؛ قالوا: نحن أعلم بمن فيها؛ لننجينه وأهله.

وعند تفسيره للآية الثانية؛ تحدث عن ذهاب الملائكة إلى لوط -عليه السلام- الآية الثانية أنهم أتوه؛ فقال: قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: انطلقوا من عند إبراهيم -عليه السلام- وبين القريتين أربعة فراسخ، ودخلوا عليه في صورة غلمان، أو في صور غلمان مُرد حسانٍ؛ فلذلك سيء بهم، أي: ساءه مجيئهم؛ لظنه أنهم أناس فخاف أن يقصدهم قومه، ويعجز عن مدافعته عنهم، وروي أن الله تعالى قال للملائكة: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط أربع شهادات؛ فلما مشى معهم منطلقًا بهم إلى منزله، قال لهم: أما بلغكم أمر هذه القرية؟ قالوا: وما أمرها؟ قال: أشهد بالله أنها لشر قرية في الأرض عملًا، يقول ذلك أربع مرات فدخلوا معه منزله، ولم يعلم بذلك أحد.

وعند تفسيره للآية الثالثة؛ ذكر أن عدد قرى لوط كانت خمسًا؛ فقال: قرى قوم لوط وهي التي عبر عنها بالمؤتفكات خمس مدائن، فيها أربعمائة ألف ألف، ثم تحدث عن كيفية هلاك قوم لوط، فقال: روي أنه جعل جبريل -عليه السلام- جناحه في أسفلها ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب وصياح الديكة، ثم قلبها عليهم. هذا الكلام موجود في (تفسير أبي السعود) الجزء الرابع في تفسير هذه الآيات، وذكره غيرهم.

وإلى بيان ما في ذلك من دخيل:

ما ذكره أبو السعود بشأن العدد الذي جادل عنه إبراهيم الملائكة لا يُعول عليه؛ لما فيه من التناقض بين مروياته؛ إذ إن رواية أبي سعود التي تذكر أن إبراهيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015