والعذاب ما حل بهم، وكانت كافرة غير مؤمنة؛ فأمطر الله عليهم حجارة من سجيل، وقلبت ديار القوم، وجعل عاليها سافلها.
ونعتقد أن البحر الميت المعروف الآن ببحر لوط وبحيرة لوط لم يكن موجودًا قبل هذا الحادث، وإنما حدث من الزلزال الذي جعل عالي البلاد سافلها، وصارت أخفض من س طح هذا المكان بنحو أربعة مائة متر، وقد اكتشفوا آثار قوم لوط على حافة البحر الميت، كما ذكر أصحاب قصص الأنبياء.
القول الصحيح في عرض لوط -عليه السلام- بناته على هؤلاء الفسقة:
قال تعالى في هذه القصة: {قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي} (الحجر: 68) الكلام على لسان سيدنا لوط: {قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُون * وَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُون * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِين * قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِين} (الحجر: 68 - 71).
القول الصحيح: إن لوطًا عرض على هؤلاء الفسقة بناته عرضًا سابريًّا؛ أي: عرضًا غير مؤكد، السابري هو نوع من أنواع الب ز النسج فيه متلاحم، وبائعه لا يلح في عرضه، ولا يزينه، كأنه عرض عرضًا غير مؤكد، ويعني كان عرض بناته على ما يوافق الشرع، إذا تريدوا الشهوة تزوجوا البنات، وإن كان البعض ذكر أنه عرضهم عليهم من باب ذر الرماد في العيون؛ ولكنه عرض بناته عليهم على أمل أنهم يستحيون منه، ويبتعدون ويخجلون؛ لينكفوا عن خزايته في ضيفه، بعض المفسرين يقول: كما تقول لرجل يضرب آخر وأنت تحجزه عنه، تقول له: دعه واضربني أنا؛ لأنك تقول هذا القول وأنت واثق أنه لن يضربك، هذا كلام على كل حال موجود في كتب التفاسير.