نقول: إذا صح أن والد إبراهيم كان له اسم علمي واسم وصفي يكون معناه القوي أو الناصر أو المعين؛ لأن لفظ " آزر " من الأزر؛ أي: القوة والنصر والعون، ومنه نقول: الوزير؛ أي: المعين، وهذا في اللفظ واللغة معروف، وقد جاء في (دائرة المعارف الإٍسلامية) ما نصه، والكلام ذكره شيخنا وأخونا الدكتور علي حسن رضوان يقول: جاء هذا النص في (دائرة المعارف): آزر اسم أبي إبراهيم في القرآن، في سورة الأنعام " الآية 74 "، ويظهر أن في هذا بعض الخلط؛ لأنّ اسم " آزر " لم يرد مطلقًا على أنه أبو إبراهيم في غير هذا الموضع، كما أن "تارح" أو "تارخ" قد ورد في روايات بعض المؤرخين والمفسرين من المسلمين على أنه أبو إبراهيم أيضًا؛ ولذلك لجئوا إلى التحايل للتوفيق بين هاتين الروايتين.
ونعقب على هذا؛ لأن هذا التحايل لا قيمة له، ونصل إلى الرأي الصحيح:
الرأي الصحيح هو أن " آزر " اسم صنم كان يعبده "تارخ" والد إبراهيم وكان سادنًا له، هذا الرأي موجود.
وروي عن مجاهد في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً}، قال: لم يكن بأبيه ولكن " آزر " اسم صنم، فموضعه نصب على إضمار الفعل، والتلاوة كأنه قال: وإذ قال إبراهيم: أتتخذ آزر إلهًا؛ أي: أتتخذ أصنامًا آلهة، وقال الصنعاني: أتتخذ آزر إلهًا، ولم ينصب باتخاذ الذي بعده؛ لأن الاستفهام لا يعمل فيما قبله، ولأنه استوفى مفعوله.
وقد نقل المرحوم أحمد زكي عبارة (تاج العروس) في أول كتابه وقال: وهذا القول الذي قاله مجاهد أو ل ى الأقوال عندي بالقبول، وعلى هذا يكون والد إبراهيم لم يذكر باسمه العلمي في القرآن، ومما يستأنس له بأن " آزر " اسم إلهٍ أننا نجد في الآلهة القديمة عند المصريين الإله "إزوريس" و"إيزيس" ومعناه الإله القوي المعين، وقد كانت الأمم السابقة يقلد بعضهم بعضًا في أسماء الآلهة.