يفرج عنهم، فارتفعت سحابة مثل الترس -الترس يعني ثياب يلبسه المحارب، يعني جاءت سحابة تغطي المكان - وهم ينظرون ثم أرسل الله عليهم المطر، فتابوا ورجعوا.
قال: وأخرج ابن عساكر عن كعب - رضي الله عنه - قال: أربعة أنبياء اليوم أحياء؛ اثنان في الدنيا: إلياس والخضر، واثنان في السماء عيسى وإدريس، قال: وأخرج ابن عساكر عن وهب - رضي الله عنه - قال: دعا إلياس -عليه السلام- ربه أن يريحه من قومه، فقيل له: انظر يوم كذا وكذا، فإذا رأيت دابة لونها مثل لون النار، فاركبها فجعل يتوقع ذلك اليوم، فإذا هو بشيء قد أقبل على صورة فرس، لونه كلون النار، حتى وقف بين يديه، فوثب عليه فانطلق به، فكان آخر العهد به، فكساه الله الريش، وكساه النور، وق ط ع عنه لذة المطعم والمشرب فصار في الملائكة -عليه السلام.
قال: وأخرج ابن عساكر عن الحسن - رضي الله عنه - قال: إلياس -عليه السلام- موكل بالفيافي، والخضر -عليه السلام- موكل بالجبال، وقد أ ُ عطي الخلد في الدنيا، إلى الصيحة الأولى -أي: إلى النفخة الأولى- وأنهم يجتمعان كل عام بالموسم. كلام لا دليل عليه، يدعي أنَّ إلياس يلتقي مع الخضر - عليهما السلام - وكل عام يجتمعان هذا كلام رواه هؤلاء عن ابن عساكر.
وأخرج الحاكم عن كعب - رضي الله عنه - قال: كان إلياس صاحب جبال وبرية، يخلو فيها يعبد ربه - عز وجل - وكان ضخم الرأس، خميص البطن، دقيق الساقين، في صدره شامة حمراء، وإنّما رفعه الله إلى أرض الشام، لم يصعد به إلى السماء، وهو الذي سماه الله ذا النون. كل هذا من روايات السيوطي في (الدر).
التعقيب على هذا لشيخنا الدكتور محمد أبو شهبة يقول: وكل هذا من أخبار بني إسرائيل وتزايداتهم، واختلاقاتهم، وما روي منها عن بعض الصحابة