ولا غليظ، ولا صخَّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتح به قلوبًا غلفًا، وآذانًا صمًّا، وأعينًا عميًا".
قال عطاء: ثم لقيت كعبًا، فسألته عن ذلك، فما اختلفا حرفًا إلا أن كعبًا قال بلغته: "قلوبيًّا غلوفيًّا، وآذانًا صمميًّا، وأعينًا عمميًّا".
هذا هو القسم الأول جاء في صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقوالهم ما يتفق تمامًا مع ما في القرآن الكريم.
القسم الثاني: ما جاء عنهم مخالفًا في شريعتنا، مثل الروايات التي تنص على أن الله لما فرغ من الخلق استراح في اليوم السابع، والتي تذكر أن الرب حَزِنَ؛ لأنه عمل الإنسان في الأرض، وأنه تأسَّف في قلبه لما كثرت ذنوب الإنسان، ومثلما ورد في شرب نوحٍ الخمر، فسكِر وتعرى، وما ورد في شأن لوط وأنه زنا بابنتيه وحملَا وأنجبَا!! كل هذه الأكاذيب والخرافات والأباطيل لا يمكن أن يقبلها عقل، ولا يتصور أنها ترد في شرع.
هذا القسم ينافي عقيدة الإسلام والمسلمين؛ ولذلك فهو مرفوض مردود في وجه صاحبه إلى أن يلقى ربه فيجازيه بما هو أهله من الخزي المقيم، والهوان العظيم.
القسم الثالث: لا يأتي موافقًا، ولا مخالفًا، إنما هو مسكوت عنه، لا دليل عليه في شرعنا يؤيد صدقه، ولا برهان في ديننا ينص على كذبه وإنكاره، مثال ذلك ما يروى عن اسم الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها، وعن عدد الذين أحياهم عيسى ابن مريم بإذن الله سبحانه وأسمائهم، أو عن أنواع الطعام التي كانت على مائدة عيسى -عليه السلام- أو عن البعض في البقرة الذي ضُرِبَ به قتيل بني إسرائيل، كما قال ربنا: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا} (البقرة: 74).
هذه الأمور لم تُقيد، ولم تفصل عندنا، فغالب ذلك -كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في (مقدمة أصول التفسير) له،: هذا مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني،