لا إله إلا أنت عملت سوءًا وظلمت نفسي، فتب علي؛ إنك أنت التواب الرحيم ". فهؤلاء الكلمات التي تلقى آدم.
يقول الشيخ أبو شهبة: ولا أدري ما دام سنده واهيًا -أي: شديد الضعف- لم ذكره؟! ومثل هذا عليه أمارات الوضع والاختلاق والكذب.
ويسترسل السيوطي في (الدر) فيذكر عن ابن عباس أنه سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، قال: " سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبتَ عليَّ؛ فتاب عليه "، ومثل هذا لا يشك طالب حديث في اختلاقه، وأنه من وضع الشيعة واختلاقهم وكذبهم.
ثم يسترسل في الرواية فيذكر: أن آدم لما هبط كان مسودًا جسمه، ثم بيض الله جسده بصيامه ثلاثة أيام؛ ولذلك سميت بالأيام البيض، وأنه -عليه والسلام- كان يشرب من السحاب، بل يروى عن كعب: أنه أول من ضرب الدينار والدرهم ... إلى غير ذلك مما لا يخرج عن كونه من الإسرائيليات.
التفسير الصحيح:
بعد ما عرفنا هذا الكذب وهذه الإسرائيليات يجدر بنا أن نقف على التفسير الصحيح للكلمات التي وردت في قوله: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}:
فالصحيح في الكلمات: هو ما روي من طرقٍ عدة: أنها قوله -تبارك وتعالى- في القرآن: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الأعراف: 23) تفسير ال قرآن ب ال قرآن، وقد رواه السيوطي في (الدر) من طرق عدة؛ ولكنه خلط عملًا صالحًا وآخر سيئًا، وقد أفاض ابن جرير في (تفسيره) في ترجيح هذا القول وإن ذكر غيره من الأقوال التي هي بعيدة عن الحق والصواب.