واحدًا بلبنات الذهب والفضة ... كلام عجيب ... وأن يعدوا في الميدان أعجب دواب البر والبحر؛ فأعدوها، ثم قعد على سريره وأمر الشياطين أن يصطفوا صفوفًا فراسخًا، وأمر الإنس فاصطفوا فراسخ، وأمر الوحوش والسباع والهوام والطير فاصطفوا فراسخ عن يمينه وعن يساره؛ فلما دنا القوم من الميدان ونظروا إلى ملك سليمان ورأوا الدواب التي لم ترَ أعينهم مثلها تروث على لبن الذهب والفضة؛ تقاصرت أنفسهم، ورموا بما معهم من الهدايا، ثم كان أن استعان سليمان بجبريل والشياطين والأرضة في الإجابة عما سألته عنه. انظر (تفسير البغوي) وغيره.
يقول الشيخ أبو شهبة: ومعظم ذلك مما لا نشك أنه من الإسرائيليات المكذوبة وأي ملك في الدنيا يتسع لفرش تِسع فراسخ بلبنات الذهب والفضة؟! وفي رواية وهب ما يدل على الأصل الذي جاءت منه هذه المرويات؛ وأن من روى ذلك من السلف فإنما أخذه عن مسلمة أهل الكتاب، وما كان أجدر كتب التفسير أن تنزه عن مثل هذا اللغو والخرافات التي تدسست إلى الرواية الإسلامية فأساءت إليها.
أما آدم -عليه السلام- فله في القرآن مواقف لم تخلُ أيضًا من الدخيل ومن الإسرائيليات، وهي من القصص؛ قصص الأنبياء:
قال تعالى: {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ} (البقرة: 36):
ورد في هذه الآية إسرائيليات أيضًا؛ فمن تلك الإسرائيليات ما رواه ابن جرير في (تفسيره) بسنده عن وهب بن منبه قال: لما أسكن الله آدم وذريته أو زوجته -الشك من أبي جعفر، وهو في أصل كتابه: وذريته- ونهاه عن الشجرة، وكانت