وتعرَّف أخا الإسلام ويا طالب العالم أن هذه الكتب مع جلالة قدرها لم تسلم من سوق هذه الروايات الكثيرة الإسرائيلي ات، وقد مر بها ابن كثير بعد أن نقلها حاكيًا من غير أن ينبّه إلى زيفها، وهذا من المواضع التي تعدّ زلَّات لابن كثير؛ إذ ينقل هذه الإسرائيليات وهذه الروايات ولا يعقّب عليها، ولا ينص على تزييفها، مع أن ابن كثير تأخّر؛ يعني: لو كان لابن جرير الطبري المتوفى في أول القرن الرابع أو الثعلبي أو البغوي، أو هؤلاء الذين تقدمت بهم الحياة في القرون الأربعة أو الخمسة الأولى، فابن كثير الذي تُوفي في عام سبعمائة وأربع وسبعين في أواخر القرن الثامن كان حريًّا به أن يدفع هذه الأباطيل وأن ينقدها، وأن يبين زيفها.

ومن العجيب حقًّا إن الإمام ابن جرير على جلالة قدره يحاول أن يضعف في ت فسيره مذهب الخلف الذين ينفون هذا الزور والبهتان، ويفسرون الآيات على حسب ما تقتضيه اللغة وقواعد الشرع، وما جاء في القرآن والسنة الصحيحة الثابتة، ويعتبر هذه المرويات التي سقناها الآن هي قول جميع أهل العلم بتأويل القرآن الذين يؤخذ عنهم. راجع (تفسير ابن جرير).

وكذلك تابعه على مقالته هذه الثعلبي والبغوي في تفسيريهما؛ تفسير البغوي (معالم التنزيل)، والثعلبي في أيضًا (الكشف والبيان) تفسيره، وهذه المرويات الغثة المكذوبة التي يأباها النظم الكريم، ويج ز م القلم والنقل باستحالتها على الأنبياء -عليهم السلام - هي التي اعتبرها الطبري ومن تبعه أقوال السلف, بل يسير في خط اعتبار هذه المرويات، فيورد على نفسه سؤالًا فيقول: فإن قال قائل: وكيف يجوز أن يوصف يوسف بمثل هذا، وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015