أما ما ذكروه فليس هناك ما يشهد له من عقل ولا نقل صحيح، بل هو يُخالف الواقع الملموس والمشاهد المتيقن، وقد أصبحت الصين وما وراءها والبلاد في هذه المنطقة وغيرها معلومًا كل ما فيها، وكل شبر فيها معلوم، فأين هم؟ ثم ما هذا النهر من الشهد؟ وما هذا النهر من الرمل؟ وأين هما؟ ثم أي فائدة تعود على الإسلام والمسلمين من التمسك بهذه الروايات التي لا فائدة منها، ولا خطام، ولا زمام؟ وماذا يكون موقف الداعية إلى الإسلام في هذا العصر الذي نعيش فيه إذا انتصر لمثل هذه المرويات الخرافية الباطلة؟ إن هذه الروايات لو صحت أسانيدها لكان لها بسبب مخالفتها للمعقول، والمشاهد الملموس ما يجعلنا في حلٍّ من عدم قبولها، فكيف وأسانيدها ضعيفة واهية؟ وقد قلنا كثيرًا: إن كونها صحيحة السند فرضًا لا ينافي كونها من الإسرائيليات.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.