ونقل العلماء أن هذا كله من خرافات الإسرائيلي ات، ومما ينبغي أن يذكر أنه قد روي أيض ً اعن ابن كلابة كلام في هذا الشأن، وهذا لا يصح سنده، حتى ولو صح ذلك إلى الأعرابي، فقد يكون اختلق ذلك، أو أصابه نوع من الخيال الذي وصف هذه الصفات وذكرها.
فالحقيقية كل ما ذكر ليس له دليل، ويقطع العقل بعدم صحته، ان ظ ر (تفسير ابن كثير) , والحقيقة هذا أيضًا قريب مما يخبر به من الجهلة والطامعين، والذين يقولون من وجود مطالب تحت الأرض فيها قناطير الذهب والفضة فيحتالون على أموال الأغنياء والسفهاء والضعفة، فيأكلونها بالباطل ففي صرفها في هذه الأمور.
والصحيح إذ ً افي تفسير الآية والآيات التي وردت {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} (الفجر: 6، 7)، الصحيح كما ذكر شيخنا الشيخ أبو شهبة أن المراد بقوله - تعالى -: {عَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} هي قبيلة عاد المشهورة التي كانت تسكن الأحقاف في جنوب الجزيرة شمالي حضر موت، وهي عاد الأولى التي ذكرها الله - سبحانه وتعالى - في سورة " النجم " قال - سبحانه -: {وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى} (النجم: 50)، ويقال لمن بعدهم: عاد الآخرة، وهم ولد عاد بن إرم بن عوص بن سام بن نوح، قاله بن إسحاق وغيره، وهم الذين بعث فيهم رسول الله هود -عليه السلام- بعد ذلك، فكذَّبوه وخالفوه فأنجاه الله من بين أظهرهم، ومن آمن معه منهم, وأهلكهم كما نطق القرآن الكريم في آيات عديدة، أهلكهم الله بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسومًا فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية، فهل ترى لهم من باقية.
وقد ذكر الله قصتهم في القرآن في غير ما موضع؛ ليعتبر بمصرعهم المؤمنون, ففي قوله - سبحانه -: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} هذه الآية " إرم " بدل من " عاد "، أو عطف بيان زيادة تعريف بهم.