ذهاب الأهل والمال، وأ ما الضر الذي أصابه في جسده، فقد قالوا: ابتلي سبع سنين وأشهرًا، فألقي على كناسة بني إسرائيل، تختلف الدواب في جسده، ففرج الله عنه، وأعظم له الأجر وأحسن.
قال: وأخرج الإمام أحمد في (الزهد)، وابن أبي حاتم وا بن عساكر، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: إن الشيطان عرج إلى السماء، فقال: يا ربي سلطني على أيوب -عليه السلام-، قال الله: قد سلطك على ماله وولده، ولم أسلطك على جسده، فنزل فجمع جنوده، فقال لهم: قد سلطت على أيوب -عليه السلام- فأروني سلطانكم، فصاروا نيرانًا، ثم صاروا ماء، فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب، وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق، فأرسل طائفة منهم إلى زرعه، وطائفة إلى أهله، وطائفة إلى بقره - أي: ماشيته - وطائفة إلى غنمه، فقال: إنه لا يعتصم منكم إلا بالمعروف، فأتوه بالمصائب بعضها على بعض، فجاء صاحب الزرع فقال: يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك عدوًّا فذهب به، وجاء صاحب الإبل فقال: ألم تر إلى ربك أرسل على إبلك عدوًّا فذهب بها، ثم جاء صاحب البقر فقال: ألم تر إلى ربك أرسل على بقرك عدوًّا فذهب بها؛ وتفرَّد هو ببنيه جمع هم في بيت أكبرهم، فبينما هم يأكلون ويشربون؛ إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم.
فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام، فقال: يا أيوب ألم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم، فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم ولحومهم بطعامهم وشرابهم، فقال له أيوب: أنت الشيطان، ثم قال له: أنا اليوم كيوم ولدتني أمي، فقام فحلق رأسه، وقام يصلي، فرنَّ إبليس رنَّة سمع بها أهل السماء