بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثامن
(نماذج من الإسرائيليات في القصص القرآني (6))
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن قصة سليمان -عليه السلام- ورد فيها من الإسرائيليات الكثير والكثير، وقد ذكر بعض المفسرين فيها كلامًا طويلًا، ولا سيما ابن جرير وابن أبي حاتم والثعلبي والبغوي وغيرهم، فذكروا في تفس يرهم روايات كثيرة، أوجزتُ بعضها فيما مضى وأفصله الآن، فكل ما روي في هذا يتلخص م ن بعض الروايات:
ذكروا الإسرائيليات من غير تمييز بين الصحيح والضعيف، والغثِّ والثمين، والإمام السيوطي أيضًا في (الدر المنثور) ذكره، وليته -إذ فعل- نقد الروايات التي يسوقها، وبيَّن منزلتها من القبول والرد، وما هو من الإسرائيليات، وما ليس منها، يقول السيوطي في (الدر ": (أخرج النسائي وابن جرير وابن أبي حاتم، بسند قوي، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: أراد سليمان -عليه السلام- أن يدخل الخلاء، فأعطى الجرادة خاتمه، وكانت الجرادة امرأته، وكانت أحب نسائه إليه، فجاء الشيطان في صورة سليمان، فقال لها: هاتي خاتمي، فأعطته، فلما لبسه دانت له الجن والإنس والشياطين.
فلما خرج سليمان من الخلاء، قال لها: هاتي خاتمي، فقالت: لقد أعطيته سليمان، قال: أنا سليمان، قالت: كذبت لست سليمان، فجعل لا يأتي أحدًا يقول له: أنا سليمان إلا كذبه، حتى جعل الصبيان يرمونه بالحجارة، فلما رأى ذلك، عرف أنه من أمر الله -عز وجل- وقام الشيطان يحكم بين الناس.
فلما أراد الله - تعالى - أن يردّ على سليمان -عليه السلام- سلطانه، ألقى الله في قلوب الناس إنكار ذلك الشيطان، فأرسل وا إلى نساء سليمان -عليه السلام- فقالوا لهن: أيكون من سليمان شيء؟ قلن: نعم -يعني: هل يحدث شيء غير طبيعي- قالت