اجتنبت ما حرم الله". وأصر عمر على جلده بعد ثبوت سكره بالشهود، رغم أن قدامة بن مظعون، هو خال أولاد عمر، خال حفصة، وخال عبد الله بن عمر.
والحديث مروي بسنده وروايته، وينتهي في آخر المطاف حتى لا نطيل الكلام، إلى أن عمر أقام عليه الحد، وغضب كل منهما من الآخر، عمر غضب على قدامة لفهمه السقيم، وقدامة كان غاضبًا حتى إنهم لما حج قدامة في بعض الأعوام تقابل مع عمر، وكان كل منهم غاضبًا من الآخر، عمر غضب؛ لأنه تأول تأولًا خطئًا، فقام عمر واستدعاه، فأبى قدامة أن يأتي، فأمر عمر أن يحضروه، فكلمه واستغفر له؛ لأن هذا تأويل غير صحيح.
تعالوا بنا بعد ذلك أيام علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- حدث ما لا تتوقعه الأمة، حدثت فتنة التحكيم، التي على أثرها حدثت اختلافات بين المسلمين، نعلم أن عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- كان هو الأرجح لأن يكون أمير المؤمنين بعد عثمان، وحدثت فتنة التحكيم، وافترق المسلمون على أثرها كما نقرأ في السيرة والتاريخ- افترقوا إلى شيع وأحزاب. ظهر على الساحة فرقة الخوارج الذين خرجوا على علي، كما ظهرت فرقة الشيعة، والمرجئة، والقدرية، والمعتزلة، وكل من هذه الفرق أراد أن يفسر القرآن الكريم على هواه، بحيث يخدم التفسير المبادئ التي يدعو إليها كل فريق، على الأقل لا تتصادم مع مبادئهم، فكانوا يجعلون المذهب أصلًا والتفسير فرعًا.
كما ظهر على الساحة جماعات من المتصوفين، ونحن لا نكره التصوف، نحن نحب التصوف المعتدل الذي يقوم على شُعب الإيمان: الزهد، الصبر، التوكل، الخوف، الرجاء، الورع، أما إذا كان التصوف شطحاتٍ ونطحاتٍ ومعانٍ باطلةً تخرج عن نصوص القرآن الكريم، وهذا هو الذي ظهر، ظهرت الفرقة الباطنية،