قال العلامة ابن كثير في تفسيره: والذي استدل به محمد بن كعب القرظي على أنه إسماعيل أثبت وأصح وأقوى، والله أعلم. انظر تفسير ابن كثير، وانظر أيضًا (معالم التنزيل) للبغوي، فقد أوردوا هذه الرواية وقالوا هذا الكلام.

وبعد هذا التحقيق والبحث يتبيَّن لنا أن الصحيح أن الذبيح إسماعيل -عليه السلام- وأن ما رُوي من أنه إسحاق والمرفوع منه إما موضوع وإما ضعيف لا يصح الاحتجاج به، والموقوف منه على الصحابة أو على التابعين إن صح سنده إليهم، نقول: هو صحيح الإسناد لكنه في المتن من الإسرائيليات التي رواها أهل الكتاب الذين أسلموا، وأنها في أصلها من دسائس اليهود وكذبهم وتحريفهم للنصوص؛ حسدًا للعرب ولنبي العرب، فقاتلهم الله أنَّى يُؤفكون، يريدون أن يقولوا: إن النبي من العرب من نسل إسماعيل -عليه السلام- نحن نقول: إنه رسولنا من نسل إسماعيل -عليه السلام- لكنهم يريدون أن يقولوا: إنه نبي للعرب فقط، ونحن نقول: هو نبي الله إلى قومه وإلى الناس كافة، فهو رسول الله إلى الناس جميعًا.

هذا الدسّ اليهودي جاز على بعض كبار العلماء كابن جرير والقاضي عياض والسهيل؛ فذهبوا إلى أنه إسحاق، وتحيَّر بعضهم في الروايات فتوقف؛ الإمام السيوطي العجب منه أن نراه يتوقف عند هذه الروايات، وحاول البعض الجمع بينها فزعم أن الذبح وقع مرتين، شيء عجيب، والحق هو ما سبق القول به وهو أنه إسماعيل -عليه السلام- فهو القول الذي تؤيّده الشواهد والآثار والنصوص، والله أعلم.

ثم نعقّب بأن الإسرائيليات في قصص الأنبياء والأمم السابقة كثيرة، ما أكثرها، وما أشدّ خطرها على كتب الثقافة الإسلامية؛ وخاصة كتب التفسير، كتب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015