إن من الإسرائيليات المستنك ر ة في هذا ما روي أيضًا، أن يأجوج ومأجوج خُلقوا من مني خرج من آدم، فاختلط بالتراب، وزعموا أن آدم كان نائمًا فاحتلم، فمن ثمَّ اختلط منيه بالتراب، ومعروف أن الأنبياء لا يحتلمون؛ لأن الاحتلام من الشيطان، قال ابن كثير: وهذا قول غريب جدًّا لا دليل عليه لا من عقل ولا من نقل، ولا يجوز الاعتماد ها هنا على ما يحكيه بعض أهل الكتاب؛ لما عندهم من الأحاديث المفتعلة، والله أعلم. طبعًا هذا مذكور عند ابن كثير وعند غيره.
والخلاصة: إن ذا القرنين، ويأجوج ومأجوج حقائق ثابتة، وأصحاب الكهف حقائق ثابتة، ذكرتها سورة " الكهف "، لا شك في ذلك، ولا سيما قد أخبرنا القرآن الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، ولكن الذي ننكره أشدّ الإنكار هذه الخرافات والأساطير التي حيكت حولهم، ودست إلى المرويات الإسرائيلية، والله بريء منها، ورسوله منها بريء، وإنما هي من أخبار بني إسرائيل وأكاذيبهم وتحريفاتهم.
ننتقل إلى موضوع واسع كثر الكلام فيه، وهو أيضًا عمر بالإسرائيليات الكثيرة، ألا وهو ما ورد في قصة الذبيح ابن إبراهيم - عليه السلام - أهو سيدنا إسماعيل أو أنه سيدنا إسحاق؟.
وردت في هذا إسرائيليات كثيرة وكثيرة؛ ومن الإسرائيليات ما يذكره كثير من المفسرين عند تفسير الآيات التي ذكرت هذا بتفصيل، في قوله -جل وعلا- في سورة " الصافات ": {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا