ذو القرنين رجل من الروم، ابن عجوز من عجائزهم، ليس له ولد غيره، وكان اسمه الإسكندر، وإنما سُمي ذا القرنين أن صفحتي رأسه كانتَا من النحاس، فلما بلغ: وكان عبدًا صالحًا، قال الله -عز وجل- له: يا ذا القرنين، إني باعثك إلى أمم الأرض، وهي أمم مختلفة ألسنتهم، وهم جميع أهل الأرض، ومنهم أمتان بينهما طول الأرض كله، ومنهم أمتان بينهما عرض الأرض كله، وأمم في وسط الأرض منهم الجن والإنس ويأجوج ومأجوج.
ثم استرسل في ذكر أوصافه، وما وهبه الله من العلم والحكمة، وأوصاف الأقوام الذي لقيهم، وما قال لهم، وما قالوا له، وفي أثناء ذلك يذكر ما لا يشهد له عقل ولا نقل، وقد سوَّد بهذه الأخبار أكثر من أربع صحائف من كتابه (جامع البيان) التي ليس لها مستند.
إ نه قد ورد في قصة ذي القرنين أخبار وروايات كثيرة، ذكرها ابن جرير في ت فسيره وغيره، وكنا وصلنا إلى أنه ذكر أشياء لا يشهد لها عقل ولا نقل، وما ورد في وصف ذي القرنين والأمم التي شهدها.
وردت كذلك روايات أخرى في سبب تسميته بـ"ذي القرنين" مما لا يخلو عن الخط أوالتخليط والتخبُّط، فقد ذكر ذلك عن غير ابن جرير، الإمام السيوطي في كتابه التفسير (الدر المنثور)، حيث قال:
وأخرج ابن إسحاق وابن المنذر وابن أبي حاتم، والشيرازي في (الألقاب)، وأبو الشيخ، عن وهب بن منبه اليماني أيضًا، وهو صاحب الرواية التي نقلها ابن جرير، وكان له علم بالأحاديث الأولى أنه كان يقول: كان ذو القرنين رجلًا من الروم، ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره، وكان اسمه " الإسكندر "، وإنما سمي ذا القرنين؛ ل أن صفحتي رأسه كانتا من نحاس، هكذا كما وردت