التفسير الصحيح لقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ}:
المأثور عن السلف في تفسير طوبى غير الذي ذكر، فقد روي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في تفسيرها قال: "فرح لهم وقرة عين: {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ} ". قال عكرمة: نِعم مالهم، وقال قتادة: حسنى لهم، وقال إبراهيم النخعي: خير لهم وكرامة، وروي أيضًا عن بعض الصحابة وغير واحد من السلف: أن: {طُوبَى} هي شجرة في الجنة، بل ورد ذلك عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا قال: ((طوبى شجرة في الجنة، ظلها مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة، تخرج من أكمامها)) هذا كلام ذكره العلامة ابن كثير.
بل قيل أيضًا: إن الشجرة التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثة: ((إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها)) والحديث طبعًا في (مسند أحمد) ومتفق عليه في البخاري، ومسلم، قيل: إنها الشجرة أي: شجرة طوبى هي التي وصفها النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الراكب يسير في ظلالها مائة عام، فلا يقطع ظلالَها. وفي بعض روايات الإمام أحمد والبخاري، اقرءوا إن شئتم: {وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} (الواقعة: 30) إلى آخره.
ونحن لا ننكر احتمال أن تكون هذه الشجرة المذكورة في الحديث الصحيح أن تكون هي هذه الشجرة، ولكن الذي ننكره، ونقول إنه من الإسرائيليات: هذه الزيادات التي زادها وهب، ومن أخذ عنه من هذه التخريفات والتهويلات، ونحن في غُنية عن هذا بما ثبت في الأحاديث الصحاح، ونحن نرى أن الأحاديث الصحاح جاءت خاليةً من هذه التخريفات والتهويلات التي ننزّه عنها الرواية الإسلامية.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.