وحدث في هذا العام توفي في تاسع عشرة بمنزله بالقرب من حمام يلبغا وصلي عليه بجامع الثابتية ودفن بتربة ابن التدمري بالجامع المذكور وقد جاوز السبعين وهو أسن من أخيه المقري الخير شهاب الدين أحمد1 الذي هو الآن ببلاد اليمن وكان يدور البلاد ويقري القرآن انتهى.
جامع ابن منجك
31- عند جسر الفجل وآخر ميدان الحصى أنشأ الأمير العوني الغيائي الهمامي الصارمي إبراهيم ابن الأمير سيف الدين منجك اليوسفي الناصري قتل رحمه الله بوقعة الأمير نعير ولم يعرف جسده من المقتولين وأما والده فقد مرت ترجمته في المدرسة المنجكية الحنفية ملخصة وهي طويلة ومنها ما بلغني عن بعض المشايخ أن الأمير منجك مر على طبقة فسمع صوت أمراه فسأله دواداره عنها فقيل له إن لها أياما في الطلق وتعسر عليها خروج الولد فمضى إلى منزله ثم أرسل إليها سرواله وأن تضعه على ظهرها ففعلت فنزل الولد في الحال فقيل له بم نلت ذلك؟ فقال: لأني ما كشفت ذيلي على معصية أبدا وقيل إن رجل تراهن هو وجماعة على مبلغ خمسمائة درهم إن ركب خلف منجك على فرسه وهو راكب ثم جاء الأمير وهو راكب فركب خلفه فقال له الأمير منجك. وقد غلبت اذهب فخذ الخمسمائة درهم كأنه كاشفه وقيل إن رجلا قدم له قميص مناشف منسوجا لن يضع فيه إبره فلما رآه الأمير منجك قال له من أستاذك في هذا الصناعة قال الرجل: إنما اصطنعت ذلك من نفسي فلما سمع الأمير ذلك طرحه له ولم يلتفت إليه لكونه استقل بذلك من غير أستاذ
وفيه يقول بعض الأدباء حين أمر بحمل الحجارة على العجل لأجل العمارة من أرض العمارة المذكورة:
لنا مليك على البنيان مقتدر ... قلوب صم الحصى من ذكره وجله
ذو همة لو نأى في أمره جبل ... أتى به مسرعا في الحال بالعجلة