وجوانب والجميع مخرب خلف مخراب المقصورة ونقلت الحجارة الكبار إلى باب الفرج فاستعين بها في البناء ذكره وذكر ذلك كله شمس الدين سبط ابن الجوزي انتهى.

وباب الجامع القبلي الغربي يعرف بباب الزيادة بباب الساعات وتعرف تلك الحارة بحارة القباب وهناك دار مسلمة بن عبد الملك قال ابن كثير في سنة إحدى وثلاثين وستمائة: وفيها كملت عمارة القاسارية التي هي قبلي النحاسين وحول إليها سوق الصاغة وشغر سوق اللؤلؤة الذي كان فيه الصاغة العتيقه عند الحدادين وفيها جددت الدكاكين التي بباب الزيادة. قلت: وقد جددت شرقي ههذه الصاغة الجديدة قاساريتان في زماننا وسكن بهما الصواغ وتجار الذهب والجوهر وهما حسنتان والجميع وقف الجامع المعمور انتهى.

وقال ابن عساكر رحمه الله تعالى: وأخبرني أبو محمد الاكفاني عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن زيد القاضي قال: إنما سمي باب الساعات لأنه كان عمل عناك منكاب الساعات يعلم بها كل ساعة تمضي من النهار عليها عصافير من نحاس وحية من نحاس وغراب فإذا تمت الساعة خرجت فصفرت العصافير وصاح الغراب وسقطت حصاة. وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين: محمد بن عبد الكريم مؤيد الدين أبو الفضل الحارثي الدمشقي المهندس كان ذكيا أستاذا في نجارة الدف ثم برع في علم اقليدس ثم ترك نقش الرخام وضرب الخيط وأقبل على الاشتغال وبرع في الطب والعلم الرياضي وهو الذي صنع الساعات على باب الجامع وسمع من السفلي وضع كتبا مليحة واختصر الأغاني وهو بخطه في مشهد عروة وكتاب "الحروب والسياسات" و "الأدوية المفردة" و "مقالة في رؤية الهلال" توفي في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وأورد له ابن أبي اصيبعه في تارخ الأطباء ونقلته من خطه من رسالة في رؤية الهلال الفها القاضي محي الدين بن الزكي ويقول فيها يمدحه:

خصصت بالأب لما أن رأيتهم ... دعوا بنعتك أشخاصا من البشر

ضد النعوت تراهم إن بلوتهم ... وقد يسمى بصيرا غير ذي بصر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015