عليهم فكره أهل دمشق ذلك وقالوا يهدم مسجدنا بعد أن إذنا فيه وصلينا ويريد بيعه وفيهم يومئذ سليمان بن حبيب المحاربي1 قلت: وهو قاضي دمشق يومئذ وغيره من الفقهاء فأقبلوا على النصارى وسالوهم أن يعطوهم جميع كنائس الغوطة التي أخذت عنوة وصارت في أي دي المسلمين على أن يصفحوا عن كنيسة يوحنا ويمسكوا عن المطالبه لها فرضوا بذلك واعجبهم فكتب به إلى عمر بن عبد العزيز فسره وأمضاه.
وقرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد وأنبأنا أبو محمد بن الاكفاني عن يحيى بن يحيى قال: لما هم الوليد بن عبد الملك بهدم كنيسة يوحنا ليزيدها في الجامع دخل الكنيسة ثم صعد منارة ذات الأصابع المعروفة بالساعات وفيها راهب يأوي في صومعة له فأحدره من الصومعة فأكثر الراهب كلامه فلم يزل الوليد في قفاه حتى أحدره من المنارة انتهى حديث عبد العزيز زاد ابن الأكفاني: ثم هم بهدم الكنيسة فقال له جماعة من نجاري النصارى: ما نجسر على هدمها يا أمير المؤمنين نخشى أن نجن أو يصيبنا شيء فقال الوليد: تحذرون وتخافون ياغلام هات المعول ثم أتى بسلم فنصبه على محراب المذبح وصعد فضرب بيده المذبح حتى أثر فيه أثرا كبيرا ثم صعد المسلمون فهدموها وأعطاهم الوليد مكان الكنيسة التي في المسجد الكنيسة التي تعرف بحمام القاسم بحذاء دار أم البنين في الفراديس قال يحيى بن يحيى: أنا رأيت الوليد بن عبد الملك فعل ذلك بكنيسة مسجد دمشق وقرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي عن أبي إسحاق إبراهيم بن عبد الملك2 بن مروان المقري أن المغيرة مولى الوليد بن عبد الملك دخل يوما على الوليد بن عبد الملك ابن مروان فرآه مغموما فقال: يا أمير المؤمنين ماشأنك فأعرض عنه ثم أنه عاوده فقال له: يا أمير المؤمنين ما شأنك؟ فقال له: يا مغيرة إن المسلمين قد كثروا وقد ضاق بهم المسجد وقد بعثت إلى هؤلاء النصارى أصحاب هذه الكنيسة لندخلها في المسجد فأبوا علينا وقد أقطعتهم قطائع كثيرةوبذلت لهم