في العبر في سنة ست وثمانين وستمائة: عماد الدين أبو عبد الله محمد بن عباس ابن أحمد الربعي الرئيس الطبيب الحادق ولد بدنيسر سنة ست وسمع بمصر علي بن مختار1 وجماعة وتفقه للشافعي وصحب البهاء زهير2 مدة وتادب به وصنف وقال الشعر وبرع في الطب توفي في ثاني صفر انتهى. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ست المذكورة: عماد الدين محمد بن عباس الدنيسري الطبيب الماهر الحاذق الشاعر خدم الأكابر والوزراء وعمر ثمانين سنة توفي في صفر من هذه السنة بدمشق انتهى. وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين: عمادالدين الدنيسري الطبيب الشافعي محمد بن العباس بن أحمد بن صالح الحكيم البارع عماد الدين الربعي الدنيسري ولد بدنيسر سنة خمس أو ست وقرأ الطب حتى برع فيه وسار وسمع الحديث بالديار المصرية من علي بن مختار العامري وعبد العزيز ابن باقا والحسن بن دينار وابن المقير وصحب البهاء زهير مدة وتخرج به في الشعر والأدب وتفقه على مذهب الشافعي وصنف في الطب المقالة المرشدة في درج الأدوية المفردة وأرجوزة في الترياق ألفاروق وأرجوزة نظم المقدمة المعروفة لابقراط وكتاب في المثروديطوس وغير ذلك ثم سافر من دنيسر ودخل مصر ورجع إلى الشام وخدم بالقلعة الدولة الناصرية ثم خدم بالبيمارستان الكبير وكان أبوه خطيبا بدنيسر سمع من قاضي القضاة نجم الدين ابن صصري والموفق بن أبي اصيبعة والبرزالي وتوفي سنة ست وثمانين وستمائة ومن شعره قوله:
وقلت شهودي في هواك كثيرة ... واصدقها قلبي ودمعي مسفوح
فقال شهود ليس يسمع قولهم ... فدمعك مقذوف وقلبك مجروح
وأحسن منه قول الآخر:
ودمعي الذي يملي الغرام مسلسل ... رمى جسدي بالضعف والجفن بالجرح
وقال الأسدي في سنة ست المذكورة: وفيها العماد محمد بن عباس بن أحمد