قال القاضي عز الدين رحمه الله تعالى مدرسة أنشأها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب فاتح بيت المقدس رحمه الله تعالى وهي بالقرب من البيمارستان النوري انتهى وقد مرت ترجمة الملك الناصر هذا في المدرسه الصلاحيه الشافعيه ووجدت بخط الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبه الأسدي رحمه الله تعالى في تسمية مدارس المالكيه تسمية هذه المدرسه بالنوريه وتسمية المدرسه الزاويه الماره بالحلقه ثم قال القاضي عز الدين ذكر من علم من مدرسيها وترك بياضا ثم الشيخ جمال الدين المعروف بحمار المالكيه ثم من بعده جمال الدين عثمان بن الحاجب ثم من بعده الشيخ زين الدين عبد السلام الزواوي ثم أعطاها لزوج ابنته جمال الدين أبي يعقوب يوسف الزواوي وهو مستمر بها إلى الآن انتهى قلت لعل الشيخ جمال الدين المذكور هو الإمام يوسف الفندلاوي1 قال شيخنا رحمه الله تعالى في الكواكب الدريه في السيره النوريه2 في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائه وفيها نزل الفرنج على دمشق إلى أن قال وكان صاحب دمشق آبق بن محمد بن بوري بن طغتكين ومدبر ال أمور انر والحكم له وليس لآبق الملقب بمجير الدين منه شيء فلما كان سادس عشر ربيع الأول لم يشعر أهل دمشق إلا وملك الالمان قد خيم على المزه وزحف على البلد بخيله ورجله وكان معه نحو ستين ألف راجل وعشرة الآف فارس إلى أن قال وخرج إليه م معين الدين ومجير الدين في مائة الف راجل سوى الفرسان في يوم السبت سادس شهر ربيع الأول وقاتلوا قتالا شديدا واستشهد من المسلمين في هذا اليوم نحو مائتين منهم الإمام يوسف الفندلاوي شيخ المالكية عند النيرب قريب الربوة وكذلك الزاهد عبد الرحمن الجلجولي قتلا في مكان واحد إلى أن قال وذكر الحافظ أبو القاسم ابن عساكر رحمه الله تعالى في تاريخه أن الفقيه الفندلاوي رؤى في المنام فقيل له أين أنت؟ قال في جنات عدن على سرر متقابلين وقبره الآن يزار بمقابر باب الصغير من ناحية حائط