إن كل من غير وبدل وابتدع وانحرف عن هدي رسول الله سيحال بينه وبين حوض رسول الله في أرض المحشر، فالناس في حاجة شديدة إليه، الزحام يخنق الأنفاس، والشمس فوق الرءوس، والبشرية كلها في أرض واحدة من لدن آدم في هذا الظرف الرهيب، والمصطفى صلى الله عليه وسلم واقف على حوضه، والحوض ماؤه أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل، وأطيب ريحاً من المسك، عدد كيزانه بعدد نجوم السماء، من شرب منه بيد الحبيب لا يظمأ بعدها أبداً، حتى يتمتع بالنظر إلى وجه الملك في الجنة.
اللهم اسقنا بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نرد ولا نظمأ بعدها أبداً، برحمتك يا أرحم الرحمين! يقول المصطفى والحديث رواه البخاري من حديث سهل بن سعد الساعدي: (أنا فرطكم على الحوض -أي: سأسبقكم يوم القيامة؛ لأقف على الحوض- فمن مر عليَّ شرب، ومن شرب لا يظمأ أبداً، وليردن على الحوض قوم أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم) وفي لفظ في الصحيح: (ثم يختلجون) أي: يمنعون ويفضون، فيقول المصطفى: (إنهم من أمتي، إنهم من أمتي، فيقال للحبيب: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول المصطفى: سحقاً سحقاً -أي: بعداً بعداً- لكل من غير بعدي).
الاتباع وامتثال الأمر والنهي للحبيب محمد صلى الله عليه وسلم هو سبيل الفوز والنجاة.