والتوحيد ليس كلمة تقال باللسان فحسب، بل إن التوحيد: قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان، وإلا فما قيمة أن تردد بلسانك كلمة التوحيد مع تكذيب القلب والانصراف عن العمل، ما قيمة هذا؟! فالتوحيد قول وتصديق وعمل، يقول الله جل وعلا لنبيه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر:65 - 66].
وفي صحيح البخاري من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار)، قال ابن مسعود: (ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة).
وفي الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً رسول الله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل) وفي لفظ: (أدخله الله الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء) وفي رواية عِتبان بن مالك: (فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله جل وعلا).