النائحة

وأيضاً النائحة والمستمعة لها، فمن ناحت على ميت كانت كمن هدمت الكعبة بيديها أو أخذت حربة تحارب بها رب العباد سبحانه، والنائحة على الميت ربنا يبعثها يوم القيامة عليها سرابيل من قطران، والملائكة يقولون لها: ادخلي نوحي على أهلها كما كنت تنوحين في الدنيا.

والبكاء العادي لا يحاسب الله عليه، وإذا نصحت إحداهن وقلت لها: عيب، كوني صبورة، قالت: ماذا يا أستاذ! الرسول صلى الله عليه وسلم بكى على إبراهيم، فالرسول صلى الله عليه وسلم بكى مرة أو مرتين وليس عشرين سنة؛ لأننا من سلالة تحب الآثار، وعندنا أشياء غريبة، فنحن نمجد فرعون ورمسيس، وسبحان الله، واحد هايف أو واحدة هايفة في جريدة أو في مجلة تقول: إن فرعون الذي هو رمسيس الثاني كان رجلاً دمث الأخلاق، ومؤدباً ولم يكن فظاً ولا غليظ القلب، ولا عالياً في الأرض، وربنا يقول: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} [القصص:4]، وهذا يقول: لم يكن عال في الأرض، فمن نصدق الله أم هذا؟! وإذا رأيت مكاناً يعصى الله فيه وأنت غير قادر على تغيير المعصية فلا تقعد فيه، فإذا أتت إليك امرأة وقالت لك: فرح ابنتي غداً، هي ابنة أخيك، وأنت الوكيل لها وعمها الكبير، فأتيت وجئت بالمأذون وعقد القران، ثم رأيت الفرقة والراقصة وراءها، فإذا كنت متقياً الله فاترك الفرح واخرج، ولا تجامل أخاك على حساب الدين؛ لأن أسوأ العباد عند الله من باع آخرته بدنيا غيره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015