ومن الموجبات لعذاب القبر: الاحتيال على إسقاط الفرائض، واليهود الله نهاهم عن العمل يوم السبت، واليهودي أصلاً بخيل، فكانت الحيتان تطلع من البحر على الشاطئ يوم السبت، والست الأيام الباقية لا يخرج حتى ولا حوت على الشاطئ، وكانوا منهيين عن الاصطياد يوم السبت، فكانوا يوم الجمعة بالليل ينصبون الشباك، فتطلع الحيتان يوم السبت وتقع في الشباك التي نصبوها، فيأتون يوم الأحد الصبح فيأخذون الشباك بما اصطاده من الحيتان.
وفي المسلمين من يصنع قريباً من هذا، فتجد الشخص عنده من المال ما يستطيع أن يحج به بيت الله الحرام، ويقول: أنا عندي أولاد يتعلمون الابتدائية والإعدادية، فأحسن من أن أحج بيت الله الحرام أعلم الأولاد، وقد روي في الحديث: (من استطاع أن يحج ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً أو نصرانياً)، وعمر بن الخطاب قال: لو أتي إلي بواحد كان يقدر أن يحج ولم يحج فلن أصلي عليه صلاة الجنازة.
فهو يحتال على إسقاط الفريضة، مثل: شخص كتب لزوجته مؤخر الصداق وحتى يتخلص منه بدأ يضربها ويؤذيها ويشتمها ويطردها ويقل أدبه معها ويضيق عليها المعيشة؛ حتى تقول له: حقي برقبتي، واكتب الذي يعجبك.
فأين ذهب برب العباد سبحانه؟ فإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك، فهو لا يريد أن يؤدي مؤخر الصداق، ويتحايل على إسقاطه بهذه الطريقة.
وإذا تنازلت له عن مؤخر صداقها فإن كل معاشرته لها تكتب عند الله كأنما كان يزني بها، يقول سيدنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (من تزوج على صداق وهو لا ينوي أدائه فهو زان، ومن استدان ديناً وهو لا ينوي سداده فهو سارق)، أي: هذا المال.
فهو يتحايل على إسقاط هذا الفرض ويقول: سأحسبه من مال الزكاة، والنية مسبقة، وأنت تضحك علي وعلى نفسك، ولكنك لا تضحك على الله، بل أنت محتال على إسقاط الفرائض.
ومثل التي تترك الحجاب خوفاً من زوجها، فلا بد أن تتحجب بما يرضي الله، فإنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق).
فلتحتجب رغماً عنه، ولا ترضيه في جميع الأمور إلا فيما أمر الله.