يقول تعالى في سورة المدثر: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر:38]، أي: كل نفس مرتهنة بعملها.
{إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر:39 - 42]، ما الذي أدخلكم سقر؟ وما الذي وضعكم في المكان السيئ هذا؟ {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} [المدثر:43]، يعني: أن أي واحد كان لا يصلي في الدنيا فلازم يوضع في مثل هذا المكان وسميت سقر بهذا الاسم؛ لأنها تسلط على لحوم المعذبين في النار حتى لا تبقي إلا العظم، يعني: أنها تشوي اللحم وتنضجه ويتساقط وبعد ذلك يعود اللحم مرة أخرى فيكسو العظم وهكذا، هذا هو العذاب في سقر والعياذ بالله.
فالصلاة أمرها عظيم وكل شيء يتأجل إلا الصلاة، ما عدا حالات الضرورة الماسة كأن يكون طبيباً قد فتح بطن المريض لعمل عملية له ففات وقت الصلاة وهو يعمل العملية فلا بأس، وكذلك مراقب الطائرات في برج المراقبة الذي إن قام للصلاة قد تتعرض الطائرات للتصادم فلا بأس.
{وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ} [المدثر:44]، أي: كنا نمنع الزكاة ولا نتصدق، {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ} [المدثر:45]، فكل من جاء برأي أو فتوى باطلة سمعه، وإن كان فيها تحليل لما حرم الله.
{وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ} [المدثر:46 - 47]، وهو الموت، {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [المدثر:48]، صدق الله، وبلغ رسوله صلى الله عليه وسلم.