قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ} [الرعد:21]، وقد عرفنا خشية الله عز وجل قبل ذلك، وهي ألا يجدك حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك، أمرك بالتواجد في أماكن الطاعة، ونهاك أن تتواجد في أماكن المعصية، إذاً: عندما ينظر إليك فيجدك في مكان الطاعة ولا يجدك في مكان المعصية يحل عليك رضوانه.
وقد تدعى إلى حفلة زواج لقريب لك، لكن هذه الحفلة قد استدعيت إليها راقصة وفرقة غنائية، فهل تجيب هذه الدعوة وقد اشتلمت على ما يغضب الله، مع العلم أنك إذا لم تذهب للحضور سيغضب منك صاحب الحفلة؟ والجواب أنه يحرم الذهاب؛ لأن الله قد ينظر إليك في مكان المعصية فيغضب عليك، وربما نزل عليك ملك الموت في هذه الحالة فتكون ممن ختم له بسوء الخاتمة! إذاً: هنا هم يخشون ولذلك ذكر من السبعة الذي يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين)، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين!