قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ} [الرعد:21]، الله أمر بصلة الرحم، فيجب أن توصل، وما الرحم التي يجب أن توصل؟ هي كل من كان مسلماً قريباً لك، وستسأل عنه يوم القيامة، فأنت مأمور بصلته.
ولذلك قلنا من قبل: إن الله عز وجل يقبل توبة كل تائب ما عدا ثلاثة: (العاق لوالديه، ومدمن الخمر، وقاطع الرحم) وفي حديث آخر: (والمخاصم لأخيه، والديوث) المخاصم لأخيه المسلم سواء بسبب أو بدون سبب، يقول الله لملك الحسنات: لا تكتب له حسنة إلا إذا ذهب يصالح أخاه.
ولذلك كان الصالحون إذا ضاقت الدنيا عليهم وكثرت المصائب والمشاكل يذهبون إلى ثلاثة أماكن: إلى السجون ليسمعوا أنين المساجين، فيتشعروا نعمة الله عليهم، ويذهبون إلى المستشفيات فينظرون إلى المرضى وأصحاب المصائب فيحمدون الله على العافية، ويذهبون إلى المقابر ليعرف العبد نهايته وقدومه على الله! فالمسلم عندما تضيق به الأمور عليه أن يزور بيوت الله عز وجل، وأن ينظر في الدنيا إلى من هو أقل منه؛ لكي لا يستقل نعمة الله عليه.