صفات أهل الجنة والبصيرة

يقول الله سبحانه وتعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى} [الرعد:19].

هذه الآية وما بعدها تقسم الناس إلى مبصر وأعمى، والأعمى ليس أعمى البصر، فإن العمى عمى البصيرة والقلب، فمن كان يرى ببصيرته فليس بأعمى وإن عمي بصره، والإنسان قد يسلب منه نعمة معينة قال الله عز وجل: (لا أجد لعبدي إذا سلبت حبيبتيه جزاء يوم القيامة إلا أن أبيح له وجهي ينظر إليه بكرة وعشياً)، فالذي يسلبه الله نعمة البصر يعوضه الله فيعطيه ما أعطى أبا بكر الصديق وأقل ملك في الجنة رجل يسير في ملكه ألفي سنة، وتخيل أن ملكك في الجنة تظل تمشي فيه ألفي سنة، قال الصحابة: يا رسول الله! فمن أعلاهم؟ قال: (من ينظر إلى وجه ربه بكرة وعشياً) وأبو بكر قاعد فقال: (أمثال من يا رسول الله؟! قال: كمثلك أنت يا صديق) اللهم لا تحرمنا هذا الفضل يا رب! إذاً: سورة الرعد تقسم الناس إلى مبصر يرى بقلبه نور الحق، وأعمى لا يرى نور الحق، مع أن الحق واضح أبلج.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015