والفلاسفة يقولون: حرية الرأي، وليس عندنا في الإسلام حرية رأي في هذه المسألة، وأصحاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يغضبون، وعملهم مثل رجال المرور الذين ينظمون المرور في الشارع وشرطة المرافق وأصحاب الآداب، والمصيبة أن أصحاب الآداب لا يشتغلون إلا في قلة الأدب.
ونحن عندنا فرع من الآداب الذي يخرج عن الآداب الإسلامية، فتجد الواحد يسب الدين في الشارع، وآخر يضرب ولداً صغيراً، وثالثاً لا يصلي، ورابعاً يفطر رمضان عمداً، وامرأة تمشي بلباس خليع في الشارع وكل الناس تنظر إليها وترتكب المحرمات، وما دام لا يوجد حكم إسلامي فالذي نستطيع أن نعمله أن كل واحد يربط ويضبط بيته، لا أن نتركها غنماً بلا راع، فما لا يدرك كله لا يترك كله، والذي لا نستطيع أن نعمله كله لا نتركه كله، فنعمل على قدر ما نستطيع، وكل واحد في بيته، أنا في بيتي، وأنت في بيتك، وهذا في بيته، وهذه في بيتها، فينضبط المجتمع، وهذا الكم الذي معنا لو أن كل أحد استقام في بيته فكم أسرة ستستقيم، وهكذا المسجد الثاني والثالث والرابع، فستجد الخير ينتشر، ولا تيأس أبداً حين تلقى الشر ينتشر، قال تعالى: {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد:17] فإن شاء الله الخير سيأتي.