أول سبب من أسباب عذاب القبر: التثاقل عن الصلاة المكتوبة، وبالذات صلاة الصبح، وعقاب مثل هذا في القبر -والعياذ بالله- أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أن الملائكة تأتي بإنسان وتضرب رأسه بالحجارة، فيتفتت الرأس، ويتقسم أجزاء ويتكسر، فيجمع الله رأسه مرة أخرى، فيفعلون به كما فعلوا في المرة الأولى، ويظل هكذا إلى قيام الساعة، فهذا عقاب المسلم الذي يدعي الإسلام، ولكن عندما يسمع الأذان يتثاقل قليلاً، فبينما هو في هذا الضلال إذ مات وهو على هذا الضلال، فيبعث يوم القيامة وهو على هذه الحال، هذا جزاء من يؤخر الصلاة فقط، وليس معناه أنه لا يصلي.
قال صلى الله عليه وسلم وهو يصف المنافقين: (يقعد أحدهم حتى توشك الشمس أن تسقط فيقوم ليصلي) صلاة العصر، أي: أنه يؤخر الصلاة إلى أن تكاد الشمس تغرب.
والصلاة في أول الوقت رضوان، وفي أوسطه رحمة، وفي آخره مغفرة، وهذا يدل على أن الصلاة في آخر الوقت هي ذنب يحتاج للمغفرة، وللأسف أن المسلمين يقولون: إن العشاء وقتها ممدود، وهذا خطأ، فإن صلاة الوتر هي التي وقتها ممدود، فيجب علي أن أصلي العشاء في وقتها وأما الوتر فتأخيره لا بأس به.
إذاً التثاقل عن الصلاة المكتوبة من موجبات عذاب القبر، وما أجمل أن يقوم الإنسان إلى صلاة الصبح -أي: صلاة الفجر- فيوقظ زوجته للصلاة، فإن لم تستجب له يقوم بسكب ماء على وجهها.
فقد جاء في حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام: (رحم الله رجلاً أيقظ زوجته لصلاة الفجر -أو الصبح-، فن لم تستيقظ نضح في وجهها الماء البارد، ورحم الله امرأة أيقظت زوجها لصلاة الصبح، فإن لم يستيقظ نضحت في وجهه الماء البارد فاستيقظ).