الصلاة والطهور

وأول مفتاح من مفاتيح الجنة: الطهور، وهو مفتاح الصلاة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مفتاح الصلاة الطهور) فلا تصح منك الصلاة إلا أن تكون طاهراً، وكما أن المسلم مطلوب منه طهارة الجوارح فكذلك مطلوب منه طهارة الباطن وهو القلب، فلو ظهرت عيوب الإنسان الخفية أمام الناس لانكسف منها الإنسان.

قال الحسن البصري رحمه الله: احمدوا ربكم معشر المسلمين، لم يجعل للذنوب رائحة، وإلا لما جلس مسلم بجوار مسلم.

فهذا من ستر الله أنه لم يجعل للذنوب رائحة، فلو كانت للذنوب رائحة لتلوثت البلاد ولمتنا من الغم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون).

وقال: (إذا أذنب العبد وقال: يا رب! إني قد أذنبت، يقول الله: يا عبدي وأنا قد علمت، يقول: يا رب! إني قد أجرمت، يقول: يا عبدي وأنا قد رأيت وشاهدت وسمعت، يقول: يا رب! أنا الآن قد عدت، يقول له: أنا الآن قد قبلت).

فالله تعالى لا يعاتب المسيء، فمن الواجب على المذنب أن يتوب إلى الله تعالى، ومن تاب من المعاصي والسيئات فإن الله يمسحها كلها ويضع مكان كل سيئة حسنة، قال تعالى: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} [الفرقان:70] وليس هناك من هو أكرم من الله، وقليل الأدب هو الذي يتوب إلى الله ويرجع إلى المعاصي والسيئات، وفي الأثر: (يا عبدي إلى أين تذهب؟ أوجدت رباً غيري؟ أم وجدت رحيماً سواي؟) فلا رب لنا غير الله.

فمن أجل أن تدخل في الصلاة، فلابد لها من مفتاح وهو الطهور.

المفتاح الثاني: مفتاح الحج الإحرام، وهو أن تخلع الثياب المخيطة وتتشبه بالميت الذي عليه الكفن، ففي الإحرام يستوي الفقير مع المدير والوزير، والرئيس مع المرءوس، والملك مع المملوك.

وصورة الحج من صور يوم القيامة، فالكل ذليل إلى الله سبحانه وتعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015